عبرت الكاتبة البريطانية بيترونيلا وايت عن شعور متنام من الاحباط والخيبة ينتاب العديد من النساء المثقفات والعاملات اللواتي تجاوزن سن الخمسين، إزاء مسار الحركة النسوية التي كانت تهدف في جوهرها إلى تحقيق التمكين والتحرير للنساء.
تفتح وايت، في مقالها الرأي الذي نشرته في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، نوافذ الذكريات التي ترافقت معها منذ سن الثالثة عشرة، حيث كانت تتلقى الهدايا من عمتها المتشددة في الحركة النسوية، بما في ذلك كتب لـ “جلوريا ستاينم” و”سيمون دو بوڤوار”. كما ترسم وايت صورة لتأثيرات هذه الأفكار على تصورها للحياة والزواج.
وتطرقت وايت إلى أحد الأسباب المهمة للتعاسة وهو الوحدة وعدم الحب،.. حيث قالت: “أشعر بشكل متزايد، كما يشعر العديد من أصدقائي المقربين،.. أن الحركة النسوية قد خذلت جيلنا”. وأضافت: “واحدة من كل عشر نساء بريطانيات في الخمسينيات من العمر لم تتزوج قط وتعيش بمفردها، وهو أمر غير لطيف ولا صحي”.
إقرأ أيضا: الزواج الناجح.. فيما يلي 14 سؤالا يجب طرحها قبل العقد وفقا لأخصائيي العلاقات
وفي هذا السياق، يؤكد المقال أن الوحدة هي السبب الرئيسي للاكتئاب بين الإناث في منتصف العمر،.. وهو ما يعاني منه وايت والعديد من أصدقائها.
وتشير إحدى صديقاتها، سالي،.. إلى أنها تشعر بأنها غير مرغوب بها كامرأة لأن الحركة النسوية علمتها أن الأنثى التقليدية هي صورة نمطية اخترعها الرجال لإبقائهن تحت السيطرة،.. مما جعلها معادية للرجال. والآن، تدفع ثمن هذا الموقف، وفق تعبيرها.
وتختتم وايت مقالها بانتقادات للحركة النسوية التي أهملت جوانب الحياة الأخرى،.. قائلة: “لقد ظلت الحركة النسوية تقرع في ذهني أن الاستقلال المالي هو الحل المثالي،.. ولكن في الممارسة العملية لا يحدث ذلك إلا إذا كنت تدير صندوق تحوط أو كنت قادرا على كتابة الروايات الأكثر مبيعا”.