ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء بشكل حاد داخل سوق الجملة بالدار البيضاء، وذلك مع اقتراب عيد الأضحى، في مشهد يعيد إلى الواجهة سؤال حماية القدرة الشرائية وسط صمت رسمي لافت.
ووفق معطيات مؤسسة Casa Prestations المكلفة بتدبير مرافق السوق، فقد بلغت الزيادات هذا الأسبوع مستويات غير مسبوقة، خاصة بالنسبة للحوم الغنم التي صعدت بـ 25 درهما للكيلوغرام الواحد، مسجلة سعرا أدنى قدره 120 درهما وأقصى بلغ 135 درهما. ويعني ذلك أن السعر الأدنى ارتفع في غضون أسبوعين فقط بـ 55 درهما، وهي قفزة تطرح أكثر من علامة استفهام.
في المقابل، شهدت لحوم الأبقار بدورها زيادات مهمة، حيث انتقل السعر الأدنى من 75 إلى 87 درهما (+12 درهما)، بينما ارتفع السعر الأقصى من 92 إلى 110 دراهم (+18 درهما).
الخضروات.. ثبات نسبي وسط العاصفة
وعلى خلاف اللحوم، لم تعرف أسعار الخضر والفواكه تقلبات كبيرة هذا الأسبوع في سوق الجملة، حيث حافظت غالبية المنتجات على استقرارها، باستثناء تحركات طفيفة في بعض الأصناف.
فالطماطم مثلا استقرت بين 2.50 درهما كحد أدنى و8.50 درهما كحد أقصى، أما الكرعة فبقيت بدورها في حدود 2.50 درهما إلى 7 دراهم. وسجل الجزر ارتفاعا طفيفا، إذ صعد السعر الأدنى من 1.30 إلى 1.50 درهما، بينما ارتفع السعر الأقصى من 2.50 إلى 3.30 درهما.
وبالنسبة للبصل الطري، فقد استقر السعر الأدنى في 1.20 درهما، بينما تراجع السعر الأقصى من 3.50 إلى 3 دراهم. أما باقي الخضروات مثل البطاطس، الزهرة، الملفوف الأبيض، الكوسة، والباذنجان، فلم تسجل أي تغيير.
فواكه بلا مفاجآت
أسعار الفواكه ظلت بدورها مستقرة بالكامل، دون أي زيادة أو تراجع يذكر، لتبقى أسعار الموز المحلي، والدلاح، والخوخ، والبرتقال، والتفاح المحلي والمستورد، والأفوكادو، في مستوياتها المعتادة كما في الأسبوع السابق.
من يتحكم في الأسعار.. وأين الحكومة؟
السؤال الذي يتكرر في كل موسم مشابه: من يضبط السوق؟ وأين دور المراقبة؟ وكيف يترك المواطن رهينة تقلبات تسبق كل مناسبة دينية دون تدخل فاعل للسلطات؟ الزيادات المسجلة، خصوصا في اللحوم، تفوق بكثير التبريرات المعتادة المرتبطة بـ”تكاليف النقل أو الأعلاف”، وهو ما يستدعي تدخلا واضحا لحماية المواطنين، لا سيما الفئات الهشة.