يشهد مشروع تهيئة بحيرة الولفة (المعروفة أيضا بـ”ضاية الولفة” أو “بحيرة الألفة”) بالدار البيضاء تقدما ملحوظا، حيث تهدف هذه المبادرة الطموحة إلى تحويل البحيرة إلى متنزه طبيعي وبيئي متكامل. وقد قدرت الميزانية المخصصة للمشروع بـ 60 مليون درهم. وقد أعلنت عمدة مدينة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، قبل بضعة أسابيع، عن قرب افتتاح البحيرة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مؤكدة على وتيرة الأشغال المتقدمة.
إعادة تأهيل شاملة ومرافق متنوعة
لا يقتصر المشروع على البحيرة نفسها، بل يمتد ليشمل المناطق المحيطة بها في مقاطعة الحي الحسني. يتم إنشاء مساحات خضراء واسعة، ومناطق مخصصة للعب والتنزه، لتوفير فضاءات ترفيهية للعائلات والزوار. كما يشمل المشروع تهيئة ممرات علوية وسفلية لربط أجزاء الحديقة، وإنشاء مرصد للحياة البرية والنباتية، بالإضافة إلى حدائق موضوعاتية متنوعة. وتتضمن الفضاءات الرياضية ملاعب متعددة الاستعمالات، مع تجهيزات لممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
ويتم التركيز على تعزيز التنوع البيولوجي في المنطقة، من خلال زراعة الأشجار والشجيرات المتنوعة، وتطوير الجزر داخل البحيرة لخلق بيئة طبيعية غنية وجذابة. وتعرف البحيرة أيضا بأنها موطن للطيور المهاجرة، مما يضيف طابعا بيئيا فريدا للمشروع.
وفقا للقائمين عليه، يعكس هذا المشروع التزام مدينة الدار البيضاء بتعزيز بيئتها الحضرية، وتوفير مساحات خضراء ضرورية لرفاهية السكان. ويهدف المشروع إلى تحسين جودة المياه في البحيرة وضمان استدامتها على المدى الطويل، مما يجعلها وجهة مستدامة للأجيال القادمة. يطمح هذا المشروع إلى أن يصبح واحداً من أكبر المنتزهات الإيكولوجية الحضرية بالمملكة.
مع تقدم أعمال التطوير، تظهر بحيرة الولفة كجوهرة خضراء جديدة في قلب الدار البيضاء، لتصبح متنفسا طبيعيا حيويا، ومثالا يحتذى به في مجال التنمية الحضرية المستدامة.