ما تزال منطقة بني أحمد الشرقية بإقليم شفشاون تحت وقع صدمة نفسية عميقة، بعد أن لفظت شابة في مقتبل العمر أنفاسها الأخيرة بطريقة مأساوية، إثر إقدامها على الان..تحار برمي نفسها في بركة مائية.
الضحية، وهي شابة تبلغ من العمر تسعة عشر عاما، اختارت أن تضع نهاية لحياتها في ظروف صادمة، بعدما عجزت عن تحمل تبعات رسوبها المتكرر في الدراسة، حسب ما أفاد به جيرانها وبعض معارفها في الدوار. الفشل الدراسي، كما تقول المصادر المحلية، أدخلها في دوامة من الإحباط والحزن، انتهت بهذه الخطوة القاتلة.
تم العثور على جث..تها طافية على سطح المياه من طرف بعض السكان الذين سارعوا إلى إشعار السلطات. وقد حضرت عناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية على وجه السرعة، حيث جرى انتشال الج..ثة من البركة ونقلها إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بشفشاون، من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، بأمر من النيابة العامة المختصة.
في الوقت ذاته، فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقا في الحادثة، تحت إشراف النيابة العامة، من أجل الكشف عن كافة التفاصيل المحيطة بهذه الواقعة الأليمة.
الحادث المؤلم أعاد إلى الواجهة تساؤلات مجتمعية ملحة، حول غياب الدعم النفسي والتربوي للشباب،.. خصوصا في القرى والمناطق المهمشة. فبين ضغوط التحصيل الدراسي، وانعدام المواكبة النفسية،.. يجد كثير من التلاميذ أنفسهم أمام جدران مغلقة، في غياب أي مساحات للإنصات أو تدخلات وقائية.
وتتزايد دعوات فاعلين محليين وحقوقيين إلى وضع برامج استعجالية لمواكبة التلاميذ نفسيا واجتماعيا،.. وتكثيف جهود التوعية حول الصحة العقلية، خصوصا في العالم القروي،.. حتى لا تتحول مثل هذه الحوادث إلى مشاهد متكررة في مجتمع يطمح إلى مستقبل أفضل لشبابه.


