تحولت سواحل سيدي رحال الهادئة إلى ساحة غضب شعبي خلال الساعات الماضية، بعدما فجعت أسر مغربية، داخل وخارج الوطن، بخبر إصابة الطفلة غيثة ذات الأربع سنوات في حادث دهس مروع وسط رمال الشاطئ. غيثة، القادمة من إيطاليا لقضاء عطلتها مع عائلتها، وجدت نفسها بين الحياة والموت بعد أن مرت فوق رأسها سيارة رباعية الدفع من نوع “توارك” كانت تجر دراجة مائية “جيتسكي”.
قصة الطفلة غيثة ليست مجرد حادث شاطئي، بل أصبحت مرآة تعكس فوضى الشواطئ المغربية، وواقعا مقلقا عن غياب الرقابة والمحاسبة. الأب، المنهار من هول الفاجعة، لم يطالب بالثأر ولا بتعويض، بل رفع صوته بنداء واحد: العدالة. لكن هذا الصوت اصطدم بعبارة مستفزة قالها أحد أقارب المتهم: “حنا عندنا الفلوس”.

هنا، لم تعد المأساة عائلية، بل تحولت إلى قضية رأي عام تمس صميم العدالة الاجتماعية، وتطرح سؤالا موجعا: هل يمكن للمال أن يشتري البراءة؟
منصات التواصل تشتعل: كلنا غيثة
منذ الساعات الأولى، تصدر هاشتاغ #العدالة_لغيثة الترند المغربي، مرفوقا بصور للطفلة وهي راقدة في غرفة الإنعاش بعد خضوعها لعملية دقيقة على مستوى الجمجمة. المشهد مؤلم، والرد كان شعبيًا بامتياز. مئات التدوينات تدعو لمحاسبة “ابن الفشوش”، وتستنكر التراخي الذي قد يحول “حادثا جنائيا” إلى مجرد قضاء وقدر، إذا ما تدخلت علاقات النفوذ أو المال.
الحادث أعاد النقاش حول السماح لسيارات “الترف واللهو” بولوج الشواطئ،.. حيث الأطفال يلعبون والعائلات تسترخي. ما الغرض من السماح بسيارات تجر “جيتسكي” وسط المصطافين؟ أين عناصر الأمن؟ من يراقب؟ وهل ننتظر كل مرة فاجعة مماثلة حتى نتحرك؟
البيضاويون، كغيرهم من المغاربة، لا يطالبون بالمستحيل. فقط شواطئ آمنة،.. وعدالة لا تميز بين فقير وغني، وأن لا تدهس الطفولة مرتين: مرة على الرمال، ومرة في قاعات المحاكم.