خلال الاجتماع السنوي البارز الذي عقد في دافوس، سويسرا، جمعت القمة العالمية قادة العالم لمناقشة التحدي الذي قد يكون أكثر فتكا من جائحة كوفيد-19، والذي أطلق عليه اسم “المرض X”. يعتبر هذا الفيروس الفرضي قاتلا بنسبة تصل إلى 20 مرة أكثر من فيروس كوفيد-19.
على الرغم من عدم وجود هذا الفيروس حاليا، إلا أن الخبراء يعملون جاهدين على وضع خطط استباقية لمواجهة تحديات مثل هذا الوباء المحتمل. يهدفون إلى تجهيز النظام الصحي لديهم للتصدي لأي جائحة محتملة يتوقعون حدوثها في المستقبل القريب.
قال الدكتور أميش أدالجا من مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: “هناك سلالات من الفيروسات ذات معدلات وفيات عالية يمكن أن تطور القدرة على الانتقال بكفاءة من إنسان إلى إنسان”.
وفي إشارة إلى تجربة جائحة كوفيد-19، صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية،.. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في دافوس يوم الأربعاء أنه ربما كانت كوفيد-19 أول “المرض X”،.. مشيرا إلى أن العلماء والخبراء يستفيدون بشكل فعال من هذه التجربة.
واقترح أدالجا أن يكون “المرض X” عبارة عن عامل ممرض قاتل، ربما فيروسا تنفسيا،.. قد ينتشر بالفعل في الحيوانات، ولكنه حاليا لا يستطيع الانتقال إلى البشر.
كورونا أودى بحياة أكثر من 7 ملايين شخص
وأشار إلى أن هذا قد يحدث في الخفافيش، كما حدث في حالة كوفيد-19، أو في الطيور،.. كما حدث في حالة أنفلونزا الطيور، أو ربما يكون الأمر متعلقا بأنواع أخرى من الحيوانات، مثل الخنازير على سبيل المثال.
وأوضح أن النقطة الرئيسية هي التفاعل بين البشر والحيوانات، حيث تنشأ هذه الفيروسات وتنتقل إلى الإنسان.
وحذر من أنه إذا لم نكن جاهزين، فإن مرضا من هذا النوع قد يسبب أضرارا أكبر من تلك التي نجمت عن كوفيد-19،.. الذي أودى بحياة أكثر من 7 ملايين شخص وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية.
وقد أشار إلى خطورة الأداء السيء في التعامل مع جائحة كوفيد-19،.. معتبرا أنه إذا كانت الأمور ستسوء بشكل كبير في هذه الحالة، فإن تداول مع حدث مشابه لعام 1918،.. الذي شهد انتشار جائحة الأنفلونزا وأسفرت عن وفاة نحو 50 مليون شخص على مستوى العالم، سيكون أمرا صعبا للغاية.
دافوس يناقش الدروس المستفادة
قال أدالجا إن أحد الدروس الكبيرة المستفادة من جائحة كوفيد-19 هو ضرورة التبادل الشفاف للمعلومات. وأكد قائلا: “أعتقد أن النقص في الثقة بين أطباء الأمراض المعدية وممارسي الصحة العامة والجمهور يعود إلى تدخل السياسيين في هذه القضايا.”
وأشار إلى أن قد لا يكون الناس على استعداد حقيقي للامتثال للتدابير الوقائية الموصى بها من قبل مسؤولي الصحة العامة.
من ناحية أخرى، ذكر غيبريسوس أن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية قد قامت بتطوير مبادرات للتحضير لأوبئة محتملة في المستقبل. وتشمل هذه المبادرات إنشاء صندوق لمكافحة الأوبئة لتوفير الموارد للدول، وإقامة مركز لنقل تكنولوجيا اللقاحات الريبوزية المستخدمة في RNA لضمان إتاحة اللقاحات بشكل عادل للبلدان الفقيرة، بالإضافة إلى إنشاء مركز لتقديم تقارير استخباراتية حول الأوبئة لتعزيز التعاون الدولي في مجال المراقبة.