الأكثر مشاهدة

مهاجر مغربي يغادر وطنه بحثا عن الأمل، ليعثر عليه جثة في إيطاليا

لم يكن يتوقع أحد أن تنتهي حياة مهاجر مغربي قادم من بني ملال على هذا النحو المؤلم، بعد سنوات من الغربة والإهمال والتشرد في شوارع إيطاليا، حيث عثرت السلطات المحلية بمدينة مودينا، شمال البلاد، على جثته داخل خندق، السبت الماضي، في وضعية صادمة.

الضحية، البالغ من العمر 39 سنة، والذي كان معروفا لدى السلطات الإيطالية باسم “م. س.”، عاش سنوات من التهميش بلا مأوى، ودون أوراق إقامة، منذ وصوله إلى إيطاليا سنة 2011.

السلطات الإيطالية تمكنت من تحديد هويته، وشرعت مباشرة في فتح تحقيق لكشف ملابسات الوفاة، خصوصا أن الجثة كانت في حالة تحلل متقدمة، ما يدل على أن الوفاة وقعت قبل أيام من العثور عليها. الهاتف المحمول للضحية تم حجزه، وقد يكون مفتاحا لفهم ما جرى في الأيام الأخيرة من حياته.

- Ad -

المعطيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى عدم وجود آثار واضحة للعنف الجسدي على الجثة، ما دفع المحققين إلى ترجيح فرضية الوفاة الطبيعية أو العرضية، في انتظار ما ستكشف عنه نتائج التشريح والتحقيق.

من جهتها، خرجت العائلة المقيمة في المغرب عن صمتها، مطالبة بكشف الحقيقة. شقيق الضحية أكد في تصريحات إعلامية أن الراحل لم يكن يعاني من مشاكل صحية، ولم يكن متورطا في أي نشاط غير قانوني، وأن آخر اتصال أجراه معهم كان بتاريخ 14 يونيو الجاري، حيث بدا طبيعيا، وأخبرهم أنه في وضع جيد.

العائلة لم تخف شكوكها حول احتمال تعرض ابنها لحادث غامض أو حتى لاعتداء غير ظاهر، داعية إلى الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة قرب مكان الحادث، إن وُجدت، وتوسيع دائرة التحقيق لتشمل كل الفرضيات الممكنة.

قضية “م. س.” تعيد إلى الواجهة معاناة مئات المهاجرين غير النظاميين الذين يعيشون على هامش المجتمع الأوروبي، بلا حماية قانونية، ولا مأوى، ولا حتى صوت. وهي تطرح أسئلة مؤلمة حول مصير من غادروا وطنهم بحثًا عن الأمل، ولم يجدوا سوى المجهول.

مقالات ذات صلة