في مشهد إنساني نادر، شهدت الثانوية الإعدادية تيوغزة بإقليم سيدي إفني لحظة مؤثرة صبيحة يوم الجمعة، بعدما قام أستاذ لمادة علوم الحياة والأرض بتوزيع راتبه الشهري على ثمانية من تلامذته، مكافأة لهم على إحرازهم نقطة كاملة (20/20) في مادته.
الأستاذ، الذي اختار الوفاء بوعد قطعه منذ بداية السنة الدراسية، قدّم مبلغ ألف درهم لكل تلميذ متفوق، وسط تصفيقات الحاضرين، في حفل بسيط لكنه مليء بالمعاني، حضره أطر المؤسسة وأصدقاء التلاميذ المتوجين.
هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها بالنسبة للأستاذ، الذي دأب منذ أربع سنوات على تحفيز تلامذته ماديا ومعنويا، أملا في توجيههم نحو التميز والالتحاق بالشعب العلمية، وهي خطوة أعطت ثمارها فعليا، إذ التحق العديد من تلامذته السابقين بمهن مرموقة كالهندسة والطب والتعليم العالي.
وفي حديثه عن المبادرة، عبّر الأستاذ عن اعتزازه الكبير بما حققه تلامذته، مؤكدا أن الهدف من هذا التحفيز ليس فقط مكافأة التميز، بل خلق بيئة تنافسية مشجعة داخل الفصل الدراسي، وإعادة الاعتبار لقيمة الاجتهاد والانضباط في منظومة التعليم العمومي.
واقترح صاحب المبادرة تأسيس جمعية يشارك فيها خريجو المؤسسة السابقون لدعم المشروع مستقبلا، والعمل على توسيعه ليشمل مزيدا من التلاميذ، عبر شراكات مع جمعيات الآباء والأطر التربوية ومختلف الفاعلين.
وتعد الثانوية الإعدادية تيوغزة من المؤسسات الرائدة في الأكاديمية الجهوية لكلميم واد نون، وتندرج ضمن مشروع وطني لتحسين جودة التعليم، حيث تنشط بها عدة نوادٍ تربوية وثقافية وفنية، وسبق لتلامذتها أن تألقوا في مسابقات علمية وفنية على المستويات الإقليمية والجهوية.
في زمن يشتكي فيه كثيرون من واقع التعليم، يبرهن هذا الأستاذ من سيدي إفني أن الشغف وحده كفيل بصناعة الفارق، وأن العطاء الصادق قادر على زرع الأمل وصناعة المستقبل من أبسط الإمكانات.