في حادثة مثيرة ومقلقة، اهتزت جماعة أفسو التابعة لإقليم الناظور، على وقع ظهور مفاجئ لأفعى سامة من النوع المعروف باسم “ذات القرنين” أو Cerastes cerastes، وهو النوع الذي يعد من أخطر الزواحف الصحراوية بسبب قدرته على التمويه ولدغته السامة.
وقد رصد عدد من المواطنين هذه الأفعى بالقرب من أحد التجمعات السكنية، قبل أن يتدخلوا بسرعة ويقوموا بقتلها مخافة أن تلحق الأذى بأي من سكان المنطقة، خصوصا الأطفال. الحادثة خلفت حالة من الذعر وسط السكان، الذين لم يعتادوا على رؤية مثل هذه الأنواع في بيئتهم، ما فتح الباب أمام تساؤلات حادة حول التغيرات البيئية التي قد تكون وراء هذا الظهور المفاجئ.
الأفعى التي تم العثور عليها تصنف ضمن الزواحف الخطيرة التي تنتشر عادة في البيئات الصحراوية، وتمتاز بشكلها الفريد الذي يتضمن “قرنين” فوق عينيها ولون رملي يتيح لها التمويه المثالي وسط الرمال أو التربة الجافة. سمها ليس دائما قاتلا، لكنه قوي بما يكفي للتسبب في مضاعفات صحية خطيرة في حال تأخر العلاج، وهو ما يزيد من خطورتها داخل محيط سكني.
عدد من النشطاء المحليين والمتتبعين للشأن البيئي رجحوا أن يكون ظهور هذا النوع في جماعة أفسو مرتبطا بتحولات مناخية واضحة، من بينها الزحف الصحراوي وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الغطاء النباتي، وهي عوامل قد تدفع مثل هذه الكائنات للهروب من مواطنها الأصلية نحو مناطق غير معتادة بحثًا عن الغذاء أو المأوى.
هذا الحادث أعاد طرح العديد من الأسئلة حول مدى جاهزية السلطات المحلية والجهات البيئية للتعامل مع الزواحف السامة، خصوصا في ظل غياب حملات توعية أو برامج وقائية تهم المناطق القروية وشبه الحضرية.
ويبدو أن حادثة “أفعى أفسو” لن تمر مرور الكرام، إذ إنها سلطت الضوء على أهمية الاستعداد المسبق لمواجهة التداعيات البيئية، في وقت يشهد فيه المغرب تسارعا في التغيرات المناخية، ما يستوجب يقظة جماعية وحلولا عاجلة.