الأكثر مشاهدة

إصلاح التحكيم المغربي.. تفاصيل خطة إسماعيل الفتح “الثورية”

بين رياح الانتقاد المستمر لأداء التحكيم الوطني وتطلعات الجماهير لمنافسة عادلة، برز اسم إسماعيل الفتح، الحكم الدولي السابق، ليقود مبادرة غير مسبوقة تهدف إلى إعادة بناء منظومة التحكيم في المغرب من الأساس.

إعلان الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مساء السبت 22 مارس 2025، عن تقديم الفتح لبيان شامل يتضمن الخطوط العريضة لمشروعه التقني والتنظيمي، فتح نقاشا جديدا حول واقع التحكيم ومستقبله، في ظل التحولات التي يعرفها المشهد الكروي وطنيا وقاريا.

ثلاثة محاور… ونفس إصلاحي واضح

- Ad -

المشروع يقوم على ثلاث ركائز واضحة: الجانب التقني المرتبط بالبطولة الاحترافية، تأهيل الحكام للاحتراف بمفهومه الكامل، ثم إصلاح الهيكلة التنظيمية والقانونية. ولا يقتصر المشروع على توصيات عامة، بل يتضمن تفاصيل دقيقة تهم التحكيم بالفيديو “VAR”، التكوين، آليات التقييم، معايير التعيين، وحتى بروتوكولات التعامل مع وسائل الإعلام بعد نهاية المباريات.

ومن اللافت أن الفتح لم يكتف بطرح الإشكالات، بل استعان بفريق تقني يضم خبراء أجانب في التحكيم بالفيديو، ومهندسين مختصين في رقمنة الأداء التحكيمي وتحليل البيانات الإحصائية لكل مباراة.

أحد الجوانب التي أثارت الانتباه في المشروع هو اهتمامه بتأهيل الحكم كمحترف، ليس فقط بدنيا أو تقنيا، بل أيضا من حيث السلوك الإعلامي، والتواصل مع الأندية، وضبط تفاصيل الأسبوع التحضيري للمباريات. كما لم يغفل المشروع نقطة حساسة تتعلق بالاعتمادات المالية الخاصة بالحكام، في إشارة إلى ضرورة تحسين وضعيتهم بما يليق بحجم الضغط والمهام الموكولة إليهم.

من الدار البيضاء إلى العالمية… سيرة ذاتية بصبغة أمريكية

من المهم الإشارة إلى أن صاحب المشروع، إسماعيل الفتح، ليس غريبا عن مدينة الدار البيضاء، فقد رأى النور فيها سنة 1982، قبل أن يشد الرحال نحو الولايات المتحدة في سن الثامنة عشرة. هناك، بدأ مسيرته التحكيمية عام 2011، لينجح لاحقا في كسب ثقة “الميجور ليغ” الأمريكية، ويصل إلى المستوى الدولي.

اليوم، يعود الفتح بخبرة ميدانية راكمها في كبرى الملاعب العالمية، ليضعها في خدمة التحكيم الوطني، مدفوعا برغبة إصلاح حقيقية مدعومة بتكليف مباشر من فوزي لقجع، رئيس الجامعة، الذي سبق له أن أقر بضرورة إعادة النظر في المنظومة التحكيمية من الجذور.

الرهان الآن لا يتعلق فقط بنجاعة المقترحات التقنية والتنظيمية، بل بمدى التزام الفاعلين داخل الجامعة بتطبيق التوصيات، وخلق آلية لمواكبة الحكام على المستويات كافة. الكرة الآن في ملعب المؤسسات.

مقالات ذات صلة