الأكثر مشاهدة

القطيع الحيواني في المغرب يشهد انهيارا تاريخيا: هل سيتم إلغاء عيد الأضحى لهذا العام؟

شهدت الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة أزمة غير مسبوقة في أسعار اللحوم الحمراء، نتيجة لتراجع حاد في عدد القطيع الحيواني، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول قدرة الأسر المغربية على الوفاء بتقاليد عيد الأضحى في ظل هذا الوضع الصعب. فقد أظهرت آخر الإحصائيات الرسمية أن الثروة الحيوانية الوطنية فقدت 38% من حجمها مقارنة مع عام 2016، ما تسبب في قفزة ملحوظة في أسعار اللحوم الحمراء، وأثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين.

وفي هذا السياق، أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري،.. في تصريحات صحفية أن “هذه الفجوة الكبيرة في الثروة الحيوانية قد أثرت بشكل كبير على قطاع اللحوم الحمراء،.. حيث انخفضت أعداد الأبقار والأغنام بشكل غير مسبوق”. ويعكس هذا التراجع خطورة الوضع، حيث يتم حاليا ذبح حوالي 130 ألف رأس سنويا فقط، بينما كان الرقم يصل إلى 230 ألف رأس في السنوات العادية.

للحد من هذه الأزمة، شرعت الحكومة في اتخاذ عدة تدابير لموازنة السوق، أبرزها استيراد اللحوم الحمراء من الخارج،.. حيث ارتفعت الواردات في أول شهرين من العام الجاري بنسبة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ففي 12 فبراير الماضي، تم استيراد حوالي 124 ألف رأس من الأغنام و21.8 ألف رأس من الأبقار، إلى جانب 704 آلاف طن من اللحوم الحمراء.

- Ad -

الانخفاض الكارثي للقطيع يدفع إلى التفكير في إلغاء عيد الأضحى

ورغم هذه التدابير، يبقى السؤال الأهم هو: كيف سيؤثر هذا الوضع على موسم عيد الأضحى المقبل؟ في ظل هذه الأسعار المرتفعة، أصبح العديد من المواطنين يعبرون عن قلقهم من قدرة الأسر الفقيرة والمتوسطة على توفير الأضحية. ومع تكثف الحديث عن الارتفاع الكبير لأسعار اللحوم في الأسواق،.. بدأ البعض في الدعوة إلى إعادة النظر في تقاليد الاحتفال بعيد الأضحى،.. بل وصل الأمر إلى المطالبة بإلغاء هذا العيد في ظل الأزمة الاقتصادية التي يواجهها العديد من الأسر.

وقد تصاعدت هذه المطالب بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي،.. حيث تداول نشطاء دعوات لإلغاء عيد الأضحى لعام 2025،.. معربين عن قلقهم من العبء المالي الكبير الذي يثقل كاهل العديد من الأسر. كما أشار البعض إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تشمل غلاء الأسعار والبطالة،.. تجعل من الأضحية في عيد الأضحى ترفا لا يستطيع المواطنون تحمله. كما دعا البعض إلى ضرورة ترك المجال للقطيع الوطني للتعافي مجددا.

في الوقت نفسه، أكد الوزير البواري أن الوزارة بصدد تنفيذ برنامج شامل لتحسين الإنتاج الحيواني على مستوى الوطن، يشمل دعم التغذية الصحية للثروة الحيوانية وتحسين صحة الحيوانات، فضلا عن توفير المساعدات للمربين في المناطق القروية لتشجيعهم على الحفاظ على الثروة الحيوانية وإعادة تعويض النقص الحاصل.

لكن مع استمرار الوضع الحالي،.. يبقى من غير الواضح ما إذا كانت الحكومة ستتمكن من استعادة التوازن في السوق المحلية،.. وما إذا كان هذا الوضع سيؤدي فعلا إلى تغيير كبير في كيفية الاحتفال بعيد الأضحى. وفي انتظار ذلك، تبقى التساؤلات مفتوحة حول المستقبل القريب للقطاع الحيواني في المغرب،.. وقدرة الأسر على مواكبة تقاليد العيد وسط هذه التحديات الاقتصادية المتزايدة.

مقالات ذات صلة