حققت الأجهزة الأمنية الإسبانية والبرتغالية، بالتنسيق مع وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA)، إنجازا أمنيا غير مسبوق بإحباط عملية تهريب ضخمة للكوكايين عبر غواصة مخصصة لهذا الغرض، تم اعتراضها على بعد 500 ميل جنوب جزر الأزور في المحيط الأطلسي.
الغواصة، التي تم تصنيعها في كولومبيا، كانت تحمل 6.6 أطنان من الكوكايين، وانطلقت من البرازيل في طريقها إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث كان من المفترض أن يتم نقل الشحنة إلى اليابسة بواسطة قوارب سريعة لتوزيعها داخل أوروبا. غير أن العملية الأمنية أحبطت المخطط قبل وصوله إلى وجهته.
تنامي تهريب المخدرات عبر الغواصات
تشير التحقيقات الأولية إلى أن أحد المعتقلين يحمل الجنسية الإسبانية وينحدر من إشبيلية، مما يعزز الفرضية القائلة بأن نهر الوادي الكبير (Guadalquivir) أصبح ممرا رئيسيا لشبكات التهريب التي تستغل موانئ منطقة قادس لنقل الكوكايين إلى أوروبا. ويؤكد هذا المعطى تصاعد استخدام الغواصات في تهريب المخدرات، نظرا لقدرتها على التخفي في أعماق المياه وصعوبة رصدها من قبل السلطات الأمنية.
حملت العملية اسم “ناوتيلوس”، وشهدت تنسيقا دقيقا بين وحدة العمليات المركزية للحرس المدني الإسباني (UCO) والمركز الوطني لمكافحة الجريمة البحرية (CRAIN)، بدعم من مركز التحليل والعمليات البحرية لمكافحة المخدرات (MAOC-N). وتعد هذه أول مرة يتم فيها اعتراض غواصة لتهريب المخدرات في عرض البحر قبل وصولها إلى اليابسة، مما يشكل ضربة قاسية لشبكات التهريب التي تعتمد على هذا الأسلوب لنقل كميات ضخمة من المخدرات عبر المحيط الأطلسي.
إقرأ أيضا: البرازيل: ضبط طن من الكوكايين في سفينة متجهة إلى المغرب
لم تكن هذه العملية حدثا معزولا، إذ سبق للحرس المدني الإسباني أن ضبط في ديسمبر الماضي سبعة أطنان من الكوكايين مدفونة داخل مزرعة في بلدة كوريا ديل ريو. وتزامنا مع هذه التطورات، دعت نقابة الحرس المدني الإسباني إلى إنشاء وحدة متخصصة لمراقبة نهر الوادي الكبير، بهدف تعزيز الأمن والحد من الأنشطة الإجرامية في المنطقة.
ما يزيد من خطورة تهريب المخدرات باستخدام الغواصات هو قدرة طاقمها على إغراقها في حال اكتشافهم، مما يجعل استرجاع الأدلة وإثبات الجريمة أكثر تعقيدا. لهذا السبب، تواصل السلطات الإسبانية التحقيق في الشبكة المسؤولة عن هذه العملية، بهدف تفكيك امتداداتها داخل أوروبا، خصوصا في جنوب إسبانيا، حيث تتوسع أنشطة التهريب بشكل يهدد الأمن والاستقرار.