في أحدث تصريحاته المثيرة للجدل، وجه عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة “رأي اليوم”، اتهامات مباشرة للمغرب خلال مروره مع قناة الشروق نيوز الجزائرية، زاعما أنه يتآمر على الجزائر ويعمل على استهدافها من “الغرب”. هذه التصريحات التي تفتقر إلى منطقية التحليل، أثارت سخرية واسعة بين المغاربة والمتابعين للشأن الإقليمي، نظرا لأن الواقع يثبت عكس ذلك تماما.
ما أثار استغراب الكثيرين هو تناقض كلام عطوان، المعروف بدفاعه عن الأنظمة العسكرية وكرهه للملكيات العربية،.. حيث إن الجزائر هي من تتبنى منذ عقود سياسة عدائية تجاه المغرب،.. بتسليح وتمويل جبهة البوليساريو الانفصالية ودعمها دوليا في محاولات يائسة لتقسيم المغرب. بل إن الجزائر لا تخفي ذلك، حيث خصصت مليارات الدولارات لدعم هذا المشروع الانفصالي، في الوقت الذي يعاني فيه شعبها من أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة.
ادعاء عطوان بأن الجزائر مستهدفة من المغرب يتجاهل الحقائق الصارخة،.. فالمغرب الذي لا يسعى سوى للدفاع عن وحدته الترابية أصبح في عينه هو المتآمر. بالمقابل، فالجزائر التي تكرس كل مواردها المالية والعسكرية والدبلوماسية من أجل تقسيم المغرب تحولت في أعين عطوان إلى حمامة السلام التي يتآمر عليها الجميع!.
عطوان تحدث عن “مؤامرة كبرى” تستهدف الجزائر،.. مشيرا إلى أنها دولة “عظيمة” وصامدة أمام “الاستهداف الدولي”. لكن ماذا عن المؤامرات التي تقودها الجزائر ضد جيرانها؟ وآخر استغلال الانقسام الليبي للعبث فيها من خلال دعم طرف ضد طرف، وإيواء الإرهاب والانفصاليين لترهيب وزعزة استقرار مالي التي اشتكت من السلوك الجزائري في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمام قادة العالم.
عبد الباري عطوان بين الحياد والتوظيف السياسي
ختاما، يبدو أن عبد الباري عطوان اختار أن يسير في خطابات تفتقد إلى الحيادية والموضوعية،.. معتمدا على لغة الإثارة التي تتناسب مع المنابر التي توفر له مساحة لترويج أفكاره. عطوان الذي طالما عرف بتقلب مواقفه وفق المصالح، بات اليوم مجرد صوت يردد الرواية الجزائرية دون تمحيص أو تدقيق،.. متجاهلا الحقائق الصارخة التي تدحض كل مزاعمه.
مثل هذه التصريحات تفقد عطوان ما تبقى من مصداقيته كصحفي كان ينظر إليه يوما ما على أنه محلل محنك. لكن الترويج لخطابات متحيزة ولغة شعبوية لا تتناسب مع مهنة الصحافة،.. يضعه في خانة أولئك الذين يتبنون أجندات معينة على حساب الحقيقة،.. وهو ما يجعل المتابعين أكثر وعيا بأن خلف هذه الكلمات تقف مصالح لا تمت للحقيقة بصلة.