نجحت ساكنة مقاطعة عين الشق بالدار البيضاء، بعد جولات شاقة من الترافع والمفاوضات، في فرض تعديل على تصميم التهيئة الخاص بالمنطقة، وهو ما مكنها أخيرا من الحصول على الموافقة لبناء الطابق الثالث في عدد من الأحياء، خاصة تلك التي تقع على شوارع يتجاوز عرضها 10 أمتار.
هذا المكسب، الذي اعتبره فاعلون محليون “انتصارا مستحقا”، جاء بعد مفاوضات مطولة بين مسؤولي جماعة الدار البيضاء والوكالة الحضرية، والتي انتهت بتليين المواقف الرافضة وتعديل المعايير التي كانت تحرم الساكنة من توسيع طوابق بناياتها، في وقت تعرف فيه المدينة ضغطا متزايدا على السكن.
وفي تصريح إعلامي، أوضح شفيق بن كيران، نائب عمدة الدار البيضاء المكلف بقطاع التعمير ورئيس مقاطعة عين الشق، أن “القرار لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة ترافع مستمر قاده ممثلو الساكنة والمنتخبون المحليون”، مؤكدا أن الأمر يتعلق بحق مشروع وليس منة من أي جهة.
إقرأ أيضا: الطرق السيارة.. توقيف مؤقت لحركة السير ليلا بين سيدي معروف وعين الشق
الأحياء المعنية بهذا التعديل تشمل مولاي عبد الله، بلاد مربوحة، الفردوس، المستقبل، إنصاف، سناء، كريم، مريم، والهدى، وغيرها من المناطق التي كانت تعيش حالة من الغبن بسبب حرمانها من إمكانية الاستفادة من الارتفاع العمراني المسموح به في مقاطعات أخرى.
وبحسب المسؤول الجماعي، فإن هذه الخطوة ستفتح المجال أمام انتعاش عقاري جديد بالمنطقة، وتوفير فرص استثمارية للمنعشين العقاريين، كما من شأنها أن تخفف الضغط الديمغرافي من خلال توفير وحدات سكنية إضافية في مناطق تعرف نموًا سكانيا متسارعا.
قرار السماح ببناء الطابق الثالث يأتي أيضا في سياق محاولة معالجة الاختلالات في توزيع الكثافة العمرانية على مستوى الدار البيضاء، في وقت تتسارع فيه تحولات المدينة وتشتد فيه الحاجة إلى حلول مرنة ومتوازنة.