تصاعد الغضب في صفوف عدد من سائقي الشاحنات الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن ما أسموه بـ”الجحيم الليلي” بمحطة المناصرة الواقعة على مستوى الطريق السيار بإقليم القنيطرة. في نداء عاجل، ناشد السائقون الجنرال محمد حرمو، القائد العام للدرك الملكي، للتدخل الفوري والفعلي لإيقاف موجة الاعتداءات التي يتعرضون لها باستمرار.
المشتكون لم يخفوا قلقهم المتزايد إزاء الأوضاع الأمنية المتردية بهذه المحطة التي تحولت، حسب وصفهم، إلى واحدة من أخطر النقاط السوداء في شبكة الطرق السيارة المغربية، بل شبهوها بـ”كولومبيا المغرب”، في إشارة إلى استشراء الإجرام وغياب الردع.
ليست هذه التحذيرات جديدة، فقد سبق أن شهدت المنطقة نفسها عمليات سرقة منظمة واعتداءات جسدية خطيرة، أودى أحدها سابقا بحياة سائق شاحنة، ما عمق من شعور الخوف والتهديد وسط مهنيي النقل الطرقي. السائقون شددوا على أن الاعتداءات لا تقتصر على الليل فحسب، بل تمتد إلى ساعات النهار، ما يجعل التوقف بالمكان مخاطرة حقيقية.
إقرأ أيضا: الطريق السيار بين برشيد وسطات يتحول إلى ساحة للرشق بالحجارة
وسط هذه الفوضى، طالب المتضررون السلطات المعنية بإعادة النظر في التغطية الأمنية بمحطة المناصرة، وذلك عبر تسيير دوريات منتظمة لعناصر الدرك الملكي وتفعيل المراقبة بالكاميرات، لحماية أرواحهم وممتلكاتهم من العصابات التي تنتشر كالفطر في غياب الرقابة.
كما حذروا مستعملي الطريق السيار من التوقف بهذه النقطة، مؤكدين أن كل من يدخلها ليلا يغامر بحياته. واستنكروا ما وصفوه بـ”التقاعس الرسمي”، الذي يفاقم من معاناتهم اليومية ويهدد بشكل مباشر استقرار قطاع حيوي كالنقل الطرقي، داعين إلى تدخل فوري وفعال قبل أن تزهق أرواح جديدة أو تتسع رقعة الجريمة.