عاد اسم”تيربو” ليشغل الرأي العام المغربي من جديد، ليس عبر مداهمات أمنية ولا في صفحات مذكرات البحث الدولية، بل في قلب قاعة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث امتزجت رائحة القلق مع ثقل القضايا المؤجلة.
جريمة قتل تتقاطع فيها المخدرات بالدم
رضا.أ، الملقب بـ”تيربو”، يقف اليوم أمام العدالة المغربية في ملف معقد تتداخل فيه خيوط الجريمة المنظمة، وتجارة المخدرات، والدماء المسكوبة في صراعات الحسابات القذرة. المتهم الرئيسي في قضية قتل زوج الفنانة المغربية ريم فكري، عاد إلى قفص الاتهام برفقة خمسة آخرين، في ملف تنوء بتفاصيله أوراق المحامين وتضطرب له دفاتر التحقيق.
في جلسة الثلاثاء، لم يصدر حكم ولم تسدل الستارة بل قررت هيئة الحكم برئاسة المستشار علي الطرشي،.. تأجيل النظر في الملف، لتمكين الدفاع من ترتيب صفوفه واستكمال تنصيب محامين لباقي المتهمين. تأجيل قد يبدو تقنيا في ظاهره، لكنه يحمل في طياته انتظارا ثقيلا،.. خاصة مع قرار المحكمة استدعاء الفنانة ريم فكري بصفتها طرفا مطالبا بالحق المدني، لتواجه عن قرب خيوط قضية غامضة قتلت فيها الحياة من تحب.
المتهمون الستة،.. من بينهم “تيربو”، يواجهون لائحة تهم تكاد تتحدث عن فيلم عصابات:
اختطاف، احتجاز، تعذيب، قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد،.. واستعمال مركبة ذات محرك لتنفيذ الجريمة. إنها ليست جريمة عابرة،.. بل سيناريو دموي مرعب يشي بعملية منظمة، متصلة بعالم لا يعرف الرحمة.
القصة لا تبدأ من هنا… “تيربو” ليس مجرد اسم يطفو فجأة. فالرجل سبق أن حكم عليه غيابيا في فرنسا سنة 2021 بالسجن 21 سنة،.. بعد إدانته في قضية مقتل “إبراهيم حجاجي” سنة 2007، إلى جانب متهمين آخرين. وبعد فراره إلى المغرب وانتحاله لهوية مزورة، استطاع الإفلات من قبضة العدالة لسنوات قبل أن تعود المتابعة من جديد، هذه المرة بوجه مكشوف داخل المحاكم المغربية.
قاضي التحقيق المغربي، استند في متابعته إلى اعترافات أدلى بها أحد الشهود في فرنسا،.. وإلى تحركات غامضة لـ”تيربو” عقب اختفاء الضحية،.. أبرزها تغييره لهويته إلى اسم “كريم رمضان الشركي”. لكن رغم هذه القرائن، فإن المتهم حصل في أبريل 2023 على حكم بالبراءة من غرفة الجنايات،.. في الملف الفرنسي-المغربي المشترك، ما أثار الكثير من التساؤلات حول التباين في الأحكام والتأثيرات الخفية في دهاليز العدالة.