في تصعيد جديد يعكس تدهور العلاقات بين موريتانيا وجبهة البوليساريو، سيطرت قوات من الجيش الموريتاني على مخزون صاروخي تابع للناحية العسكرية الثالثة للجبهة (ميجك) في منطقة “بودائرة” القريبة من الريش، وفقا لمصدر مطلع داخل البوليساريو. المخزون المصادر يتألف من 50 صاروخ “گراد” متوسط المدى، كانت مخزنة في أحد نقاط الإسناد التابعة للجبهة.
وحسب المصدر نفسه، أجرى قائد الناحية العسكرية الثالثة اتصالات مكثفة مع الجانب الموريتاني لاستعادة المخزون،.. إلا أن هذه المحاولات “باءت بالفشل” حتى الآن. وتأتي هذه الخطوة في سياق تصاعد التوتر بين الطرفين، خاصة بعد القرار الموريتاني برفض إعادة فتح منطقة “لبريكة” الحدودية بين الجزائر وموريتانيا والتي تستغلها الجبهة الانفصالية للتسلل عبرها نحو المناطق العازلة لشن هجمات على المغرب ثم الهروب إلى الأراضي الموريتانية.
وفي سياق متصل، كانت السلطات الموريتانية قد رفضت رسميا طلبا تقدمت به جبهة البوليساريو عبر وفد زار نواكشوط الجمعة الماضي، حمل رسالة من زعيم الجبهة إبراهيم غالي إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني. وكان الوفد يسعى لإعادة فتح منطقة “لبريكة” عند المثلث الحدودي بين موريتانيا والجزائر والمنطقة العازلة،.. لكن نواكشوط أبلغته بـ”عدم الاستجابة”،.. مؤكدة تمسكها بقرار الإغلاق الذي نفذته القوات المسلحة الموريتانية في 21 مايو لأسباب “أمنية واستراتيجية”.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن قرار الإغلاق جاء بعد تحركات مشبوهة لعناصر من البوليساريو داخل الأراضي الموريتانية،.. ما أثار شكوكا حول نواياها لاستخدام المنطقة كنقطة انطلاق لهجمات ضد المغرب. كما أعلنت موريتانيا “لبريكة” منطقة عسكرية محظورة على المدنيين،.. في خطوة تفسرها مصادر أمنية كجزء من سياسة لمنع الجبهة من استغلال الحدود الموريتانية في عملياتها.
رغم عدم إصدار نواكشوط أي بيان رسمي حول مصادرة الصواريخ أو إغلاق “لبريكة”،.. إلا أن التطورات الأخيرة تظهر توجها واضحا نحو تقليص نفوذ البوليساريو في المحيط الموريتاني. وتلمح مصادر مطلعة إلى أن التنسيق الأمني بين موريتانيا والمغرب وصل إلى “مستوى غير مسبوق”،.. خاصة في ظل المخاوف من تصاعد النشاط العسكري للجبهة قرب الحدود.