بدأت المؤشرات تتضح حول مستقبل واعد للطاقة بالمغرب، بعد إعلان شركتين بريطانيتين عن إطلاق مشروع مشترك جديد يحمل اسم “هاي ماروك HyMaroc Limited”، يهدف إلى التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي والهيليوم داخل الأراضي المغربية.
هذا الإعلان، الذي صدر عن شركتي Getech وSound Energy plc يوم الإثنين، يأتي ثمرة اتفاق تعاون طويل الأمد، وضع اللبنات الأولى لشراكة واعدة في مجال الطاقة النظيفة والجيولوجيا الاستكشافية، كما جاء في بلاغ اطلع عليه موقع “آنفا نيوز” بتاريخ الخميس 25 يونيو.
من الغاز إلى الهيدروجين.. المملكة قد تصبح مركزا عالميا للطاقة الجديدة
المشروع لم يأت من فراغ، حيث شرعت الشركتان في إنجاز دراسة إقليمية تمهيدية، كشفت عن وجود مناطق ذات إمكانات واعدة من حيث تركيبة الطبقات الأرضية، مما شجعهما على إحداث شركة مغربية جديدة تمتثل للقوانين التنظيمية المعمول بها في المملكة، لتتولى مهمة التقدم بطلبات التراخيص للاستكشاف والاستغلال.
هاي ماروك، التي تتقاسمها الشركتان البريطانية مناصفة، ستكون الجهة المخولة للقيام بالدراسات الجيوفيزيائية، تمهيدا لاحتمال الشروع في عمليات حفر ميداني مستقبلية لتأكيد وجود الموارد الطبيعية، خاصة الهيدروجين الطبيعي، الذي أصبح يُعتبر مستقبل الطاقة عالميا بفضل نظافته وكفاءته.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة Sound Energy plc معروفة بتركيزها القوي على مشاريع الغاز داخل التراب المغربي،.. حيث ظلت تعمل منذ سنوات على تطوير عدد من الحقول الصغيرة والمتوسطة،.. مستفيدة من المناخ الاستثماري المستقر والموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة.
أما شريكتها Getech، فتمتلك خبرة طويلة في تكنولوجيا المسح الجيولوجي وذكاء البيانات الجغرافية،.. مما يعزز قدرة التحالف الجديد على تقديم مقاربة علمية دقيقة للبحث عن الطاقة تحت الأرض،.. سواء تعلق الأمر بالهيدروجين أو الهيليوم، وهو غاز نادر تزداد قيمته الاستراتيجية عالميا.
وبحسب البيان الصادر عن الشركتين، فإن هذا المشروع يراعي بالكامل الضوابط القانونية المغربية،.. وينطلق من رؤية متكاملة تقوم على احترام البيئة والاستدامة،.. مما قد يؤسس لتحول نوعي في المنظومة الطاقية الوطنية خلال السنوات القادمة.
ويبقى الرهان الأكبر، حسب المراقبين، هو ما إذا كانت النتائج الجيولوجية الأولية ستترجم إلى اكتشافات فعلية،.. تفتح الباب أمام استثمارات أضخم وتحول المغرب إلى أحد المراكز الإقليمية الرائدة في تصدير الطاقة النظيفة نحو أوروبا وإفريقيا.