حققت الفراولة المجمدة المغربية قفزة نوعية في السوق اليابانية، بعدما سجلت الصادرات نحو هذا البلد رقما قياسيا جديدا خلال عام 2024، بلغ 5.972 طنا، بقيمة تقارب 9.9 ملايين دولار، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 14% مقارنة بعام 2023، حسب منصة EastFruit المتخصصة في تتبع الأسواق الفلاحية الدولية.
هذا الإنجاز اللافت لم يكن وليد اللحظة، بل هو ثمرة مسار بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، حين بدأت اليابان في استيراد كميات محدودة من الفراولة المجمدة من المغرب منذ عام 1995. غير أن الانطلاقة الحقيقية حدثت بعد عام 2015، حين تحولت اليابان إلى أحد الأسواق الرئيسية للمنتجين المغاربة، الذين استثمروا في تطوير جودة المنتوج وتأهيله للمعايير اليابانية الصارمة.
معدل نمو سنوي ثابت وجاذبية مستمرة
تظهر الأرقام المسجلة خلال السنوات الأخيرة اتجاها تصاعديا لافتا، إذ بلغ معدل النمو السنوي المركب للصادرات المغربية من الفراولة المجمدة نحو اليابان 13,1% خلال العقد الأخير، مع ذروة في الشحنات خلال الفترة الممتدة من ماي إلى يوليوز، حيث تم تسجيل أعلى معدل شهري في يوليوز 2024.
والمثير في المعطيات أن حصة المغرب في السوق اليابانية تضاعفت في غضون خمس سنوات فقط، منتقلة من 7% سنة 2019 إلى 15% سنة 2023، ثم إلى 16,7% نهاية 2024، مما مكن المملكة من التفوق على دول كبرى كـ الولايات المتحدة والشيلي، واحتلال المرتبة الثالثة خلف كل من مصر والصين.
تراجع في أسواق أخرى.. وصمود في اليابان
رغم التراجع النسبي في صادرات الفراولة المجمدة المغربية نحو بعض الأسواق الأوروبية خلال السنتين الأخيرتين، بسبب عوامل مناخية غير مواتية شملت موجات برد تبعتها موجات جفاف، إلا أن السوق اليابانية واصلت جذبها للمنتوج المغربي، مما يبرز قوتها كوجهة مستقرة ومستعدة لاستيعاب مزيد من الكميات.
ولم تقتصر الجهود المغربية على الفراولة فقط، بل امتدت نحو الفواكه المجمدة الأخرى كـ التوت، وإن بكميات أقل، إضافة إلى إنجاز جديد تمثل في أول شحنة من الحمضيات المغربية إلى اليابان بداية 2024، ما اعتبر اختراقا حقيقيا بالنظر إلى اشتراطات السوق اليابانية الدقيقة.
ولتعزيز هذا التقدم، أطلقت Morocco Foodex، بشراكة مع شركة K Events، حملة ترويجية في السوق اليابانية تهدف إلى إبراز جودة الحمضيات المغربية وتشجيع المستوردين على توسيع تعاملاتهم مع المنتجات الطازجة المغربية.