في دراسة حديثة نشرتها مجلة BMJ Nutrition Prevention & Health، تم تسليط الضوء على الفوائد والمخاطر المحتملة لشرب المياه الغازية وتأثيرها على الصحة. وبينما أظهرت الدراسة بعض المؤشرات الإيجابية، حذرت في الوقت نفسه من تأثيرات جانبية قد تثير القلق لدى البعض.
الدراسة التي أعدها الباحث الدكتور أكيرا تاكاهاشي تناولت فرضية أن المياه الغازية قد تساعد على فقدان الوزن من خلال تحسين امتصاص الجلوكوز وزيادة سرعة الأيض. إلا أن الدكتور تاكاهاشي أكد أن هذه التأثيرات ضئيلة جدا بحيث لا يمكن الاعتماد عليها كمحفز أساسي لخسارة الوزن. وقال في تصريح له: “على الرغم من أن البعض يروج لفوائدها، إلا أنه من الضروري فحص الآليات الأساسية بشكل أدق”.
قام الدكتور تاكاهاشي بمقارنة عملية شرب المياه الغازية بعملية تصفية الدم (غسيل الكلى)، حيث يتم إزالة الفضلات والمياه الزائدة، مما يؤدي إلى تحول الدم إلى حالة قلوية. وأشار إلى أن ثاني أكسيد الكربون في المياه الغازية يتم امتصاصه عبر جدار المعدة، ويتحول لاحقا إلى بيكربونات قلوية في خلايا الدم الحمراء. ورغم ذلك، قال: “كمية الجلوكوز التي تمتص بهذه الطريقة صغيرة جدا، ولا يمكن الاعتماد عليها لتحقيق خسارة الوزن”.
وأضاف أن النظام الغذائي المتوازن وممارسة التمارين الرياضية يظلان الأساس لإدارة الوزن بشكل مستدام.
المخاطر المرتبطة بالمياه الغازية
حذر الدكتور تاكاهاشي من أن المياه الغازيـة قد تسبب بعض الآثار السلبية، خصوصا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الجهاز الهضمي مثل متلازمة القولون العصبي أو ارتجاع المريء. وأوضح أن الآثار الجانبية تشمل الانتفاخ والغازات، ما يجعل الاعتدال في استهلاكها أمرا ضروريا.
من جانبها، قالت أخصائية التغذية البريطانية كاثرين كولينز إن التقرير استند إلى أبحاث سابقة حول غسيل الكلى، مشيرة إلى أن تأثير المياه الغازية على مستويات الحموضة في الدم للأشخاص الأصحاء لا يكاد يذكر. ووصفت فكرة أن المياه الغازية قد تكون وسيلة لفقدان الوزن بأنها “غير واقعية”، لكنها أشارت إلى إمكانية استخدامها كبديل منخفض السعرات الحرارية عن المشروبات السكرية.
بينما تعتبر المياه الغازيـة خيارا جيدا للترطيب منخفض السعرات، أكدت الأبحاث أنها ليست بديلا مثاليا للمياه العادية، خصوصا فيما يتعلق بصحة الأسنان. وأوضح خبراء أن الحموضة الطبيعية للمياه الغازية قد تؤثر سلبا على الأسنان مقارنة بالمياه العادية.
ختاما، أشار البروفيسور كيث فراين من جامعة أكسفورد إلى أن التقرير يظل نظريا دون وجود بيانات تجريبية تدعم ادعاء أن المشروبات الغازية تعزز فقدان الوزن. وأكد أن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تبقى مصدرا رئيسيا للسعرات الحرارية الزائدة، مما يزيد من احتمالية تأثيرها السلبي على الصحة.