في وقت يكثر فيه الحديث عن الحلول السحرية لتحقيق التوازن النفسي لدى النساء، جاءت دراسة حديثة من جامعة برينستون لتقلب الموازين وتسلط الضوء على نشاط بسيط ومألوف، لكنه فعال بشكل مدهش في تعزيز الشعور بالسعادة والرضا.
فخلافا لما يروج له من أنشطة مثل الرياضة أو تحسين الحياة الجنسية أو حتى النظام الغذائي، كشفت نتائج الدراسة أن الاشتغال بالبستنة المنزلية وزراعة النباتات داخل أو حول البيت يشكل مصدرا عميقا للراحة النفسية والصفاء الذهني لدى النساء.
الفريق العلمي الذي أشرف على البحث، برئاسة البروفيسور أنو رماسوامي من قسم الهندسة المدنية والبيئية، أجرى تحليلا شمل 15 نشاطا تمارسها النساء في حياتهن اليومية. وتبين أن زراعة النباتات، سواء كانت خضروات أو أزهارا أو أعشابا منزلية، يضاهي في أثره الإيجابي تناول وجبة فاخرة في مطعم راق أو التنزه في الطبيعة.
وأكد رماسوامي أن “الزراعة المنزلية لا تقتصر على توفير منتجات طازجة فقط،.. بل تعد عاملا مساعدا على تحفيز الحركة البدنية، وتمنح إحساسا بالهدوء والتوازن العاطفي”،.. مضيفا أن لهذا النشاط مزايا روحية، منها تنمية قيم الصبر، والتواضع، والامتنان،.. وهي من الخصائص التي طالما ارتبطت بما يعرف بـ”الحياة الطيبة”.
وتأتي هذه النتائج في سياق أوسع من النقاشات حول الصحة النفسية للنساء، خاصة في المدن الكبرى،.. حيث تعاني كثيرات من ضغوط يومية مرهقة. ورغم أن البستنة قد تبدو نشاطا ثانويا أو هواية قديمة،.. إلا أنها أثبتت فعلا أنها أداة فعالة لتحقيق الرفاه الذاتي في عالم يعج بالإيقاع السريع.
الدراسة تفتح الباب أمام النساء، لا سيما في البيئات الحضرية،.. لإعادة التفكير في علاقتهم بالطبيعة ولو عبر أصص الزرع في الشرفة، إذ أحيانا يكون مفتاح السعادة أقرب مما نتصور.