حذرت دراسة علمية حديثة من قبل مجموعة من العلماء من خطورة التعصب نحو الأنظمة الغذائية النباتية،.. مشيرين إلى أهمية اللحوم في الحفاظ على صحة الإنسان. نشرت هذه التحذيرات في مجلة Animal Frontiers بعد دعوة عشرات الخبراء لفحص الأسباب العلمية التي تقف وراء الادعاءات التي تشير إلى أن تناول اللحوم يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأمراض ويسهم في التلوث البيئي.
وفي هذا السياق، أبدى الخبراء قلقهم إزاء تأثير الحملات التي تشجع على الابتعاد عن تناول اللحوم،.. مشيرين إلى صعوبة استبدال المحتوى الغذائي القيم الذي توفره اللحوم. وأوضحوا أن المجتمعات الفقيرة التي تعتمد بشكل رئيسي على النظام النباتي قد تواجه مشاكل صحية،.. مثل التقزم والهزال وفقر الدم، نتيجة لنقص العناصر الغذائية الحيوية والبروتين.
رغم الاتجاه المتزايد نحو الأنظمة الغذائية النباتية في السنوات الأخيرة،.. إلا أن الدراسة أكدت أن اللحوم الغير مصنعة تلعب دورا حيويا في تأمين العديد من الفيتامينات والمعادن الأساسية لجسم الإنسان. وأشارت إلى أن تناول اللحوم يساهم في توفير فيتامين B12 والريتينول وأحماض أوميجا 3 الدهنية والحديد والزنك، بالإضافة إلى مركبات هامة لعملية التمثيل الغذائي، مثل التورين وحمض الفوليك والكرياتين.
وفي ضوء ذلك، يظهر أن النقاش حول فوائد ومخاطر تناول اللحوم يتطلب توازنا حذرا ونظرة علمية متوازنة،.. للتأكيد على أهمية تضمين اللحوم بشكل متوازن في نظام الغذاء لضمان صحة الإنسان وتحقيق التوازن البيئي.
اللحوم الحمراء: هل هي ضارة أم مفيدة؟
في أحد الأوراق البحثية التي نُشرت في هذا العدد، لم يعثر الخبراء على دليل قوي يدعم فكرة خطورة استهلاك كميات يومية تصل إلى 75 جراما من اللحوم الحمراء. قاموا بالجدل بشأن اختفاء العلاقة بين اللحوم الحمراء والأمراض عندما كانت تشكل جزءا من نظام غذائي صحي، مما يشير إلى أن الإشكاليات الصحية ناتجة عن نمط الحياة الغذائي بشكل عام، وليس فقط عن تناول اللحوم.
قالت الدكتورة أليس ستانتون، وهي من كلية الجراحين الملكية في أيرلندا ومؤلفة للورقة،.. إن الأدلة التي قام النقاد بمراجعتها تؤكد مرة أخرى أن تقرير العبء العالمي لعوامل خطر المرض لعام 2019 الذي ادعى أن تناول كميات صغيرة من اللحوم الحمراء يمكن أن يضر بالصحة هو عبارة عن أساس علمي فقير.
وأضافت: “بالواقع، يمكن أن يؤدي إزالة اللحوم الطازجة والألبان من النظام الغذائي إلى تأثير سلبي على صحة الإنسان،.. خاصة بالنسبة للنساء والأطفال وكبار السن وأولئك ذوي الدخل المنخفض”.
تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية أيضا إلى أن اللحوم الحمراء، مثل لحم البقر ولحم الضأن ولحم الخنزير،.. تعتبر مصدرا جيدا للبروتين والفيتامينات والمعادن، ويمكن أن تكون جزءا من نظام غذائي متوازن. ومع ذلك، يتحذر من تناول كميات تتجاوز 90 جراما يوميا، حيث يمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
وتضمنت الطبعة الجديدة إعلانا وقعه نحو 1000 عالم من مختلف أنحاء العالم،.. يجادلون فيه بأن تربية الماشية كانت مهمة للمجتمع بحيث لا تصبح ضحية للتعصب. وقد ذكر الإعلان أن الأغذية المشتقة من الماشية توفر مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية ومركبات أخرى مفيدة للصحة، التي يفتقر إليها النظام الغذائي الحديث.
وأخذوا في اعتبارهم أن الأفراد ذوي الموارد الجيدة،.. قد يكونون قادرين على اتباع نظام غذائي مناسب مع تقييد استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان والبيض. ومع ذلك، حذروا من عدم توصية عامة بهذا النهج للجمهور،.. وخاصة بالنسبة للأطفال والمراهقين والنساء الحوامل والمرضعات وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.
تفنيد مزاعم المتعصبين نحو الأنظمة الغذائية النباتية
قال الدكتور فيلهلم فيندش، خبير التغذية الزراعية في الجامعة التقنية في ميونيخ: “تلعب حيوانات المزارع والماشية دورا هاما في الحفاظ على دورة مواد الزراعة من خلال استخدام وإعادة تدوير كميات كبيرة من المواد التي لا يمكن للبشر استهلاكها،.. حيث يتم تحويلها إلى طعام غني بالعناصر الغذائية عالية الجودة.”
أشار إلى أن جداول الأعمال ذات المقاس الواحد التي تشمل التخفيضات الجذرية في أعداد الماشية قد تكون لها عواقب بيئية وغذائية واسعة النطاق. وأضاف: “يمكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى تأثيرات سلبية على البيئة والإمدادات الغذائية على نطاق واسع.”
رحب الاتحاد الوطني للمزارعين (NFU) بالتدخل، حيث كانوا يروجون هذا الأسبوع لأسبوع لحوم البقر البريطاني العظيم. وقال ريتشارد فيندلي، رئيس مجلس إدارة الثروة الحيوانية في NFU: “يؤكد هذا البحث،.. الذي تمت مراجعته من قبل النظراء، ما كنا نعلمه دائما، وهو أن اللحوم الحمراء تعتبر بروتينا مغذيا عالي الجودة وتلعب دورا حاسما في نظام غذائي صحي ومستدام ومتوازن.”