أعلن السيناتور الجمهوري جو ويلسون عزمه تقديم مشروع قانون أمام الكونغرس الأمريكي يهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية، مستندا إلى “علاقاتها الوثيقة والمشبوهة” مع كل من إيران وروسيا داخل القارة الإفريقية، وتورطها – بحسب تعبيره – في أنشطة تهدد استقرار المنطقة.
ويلسون، الذي يعد من أبرز المقربين للرئيس السابق دونالد ترامب، نشر عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” تدوينة حادة النبرة جاء فيها: “سأقترح تشريعا يصنف البوليساريو كمنظمة إرهابية بسبب دورها المزعزع للاستقرار بشمال إفريقيا والساحل، وتهديدها لحلفائنا، واستغلالها للمخيمات التي تتحول تدريجيا إلى بؤر توتر وأرضية للتجنيد المشبوه.”
هذا المقترح، الذي يحظى بدعم قوي من الجناح المحافظ داخل الكونغرس، يتزامن مع تزايد الحذر الأمريكي من تمدد النفوذ الإيراني والروسي في إفريقيا، خاصة بعد تقارير استخباراتية تشير إلى “تورط الجبهة” في لعب دور الوسيط اللوجستي والميداني لبعض العمليات المشبوهة في الساحل وغرب إفريقيا.
وإذا ما تم تمرير المقترح من قبل مجلسي النواب والشيوخ، وصادق عليه البيت الأبيض، فإن ذلك سيؤدي إلى إدراج الجبهة رسميا على لائحة التنظيمات الإرهابية الأجنبية الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما سيفرض تجميدا فوريا على أصولها المالية داخل الولايات المتحدة، وسيمنع أي تعامل أو دعم رسمي أمريكي أو دولي عبر منظمات شريكة مع واشنطن.
علاوة على ذلك، فإن تبني التصنيف من شأنه أن يدخل العلاقات الأمريكية مع الجزائر وجنوب إفريقيا وفنزويلا – المتهمة بدعم الجبهة – في مرحلة توتر دبلوماسي، قد يفتح الباب أمام عقوبات ثنائية أو تضييق سياسي ودبلوماسي متدرج.
اللافت أن أوساطا من مراكز التفكير والتحليل الأمريكية المحافظة رحبت بالمقترح، واعتبرته خطوة “واقعية ومتأخرة” لوضع حد لتحركات البوليساريو التي تحولت، حسب رأيهم، من حركة انفصالية إلى ذراع غير معلن لمحور طهران وموسكو في إفريقيا.