في أعقاب لحظة دبلوماسية وُصفت بـ “التاريخية” للقضية الوطنية، أعلن مجمع “أزورا” للصناعات الغذائية الزراعية عن خطة استثمارية جديدة بقيمة 200 مليون درهم، من المقرر إنجازها في مدينة الداخلة قبل نهاية عام 2025. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز التحول المحلي، خلق فرص عمل نوعية، وترسيخ الوجهة الزراعية التصديرية للأقاليم الجنوبية للمملكة.
ويأتي هذا البرنامج الطموح كاستجابة مباشرة لدينامية اقتصادية متصاعدة في الصحراء، وتماهيا مع الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس في خطابه الأخير بتاريخ 31 أكتوبر 2025.
أصدرت “مجموعة أزورا”، في فاتح نونبر الجاري، بيانا أشادت فيه بـ “القرار التاريخي” لمجلس الأمن الدولي، الذي كرس خطة الحكم الذاتي كـ “أساس” وحيد للحل السياسي في الصحراء، مثمنة الدبلوماسية المغربية “المسيرة برؤية بصيرة وثبات” من طرف جلالة الملك.
ولم يأت هذا الاستثمار من فراغ، فالشركة تعتبر من أوائل المستثمرين في القطاع الزراعي الصناعي بالصحراء المغربية، بوجود يمتد لأكثر من عقدين، واستثمارات تجاوزت 1.5 مليار درهم حتى اليوم. وتشغل المجموعة ما يزيد عن 7000 وظيفة مباشرة في المنطقة، وتصدر إنتاجها إلى كافة دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، مما أسهم في جعل الداخلة “أرضا للامتياز الزراعي والانفتاح على العالم”.
تعتزم “أزورا” من خلال خطتها الجديدة تكثيف حضورها في مراحل ما بعد الإنتاج، بالتركيز على التحويل ورفع جودة الإنتاج المحلي، في سياق يؤكد مكانة المنطقة كواحدة من الأقطاب الزراعية التصديرية الأكثر حيوية في المملكة.
هذا التطور الاقتصادي تواكبه مسؤولية اجتماعية، حيث تعمل “مؤسسة أزورا”، التي أنشئت في 2014، على دعم التنمية عبر برامج مستدامة في مجالات التعليم، والصحة، والتكوين، والحفاظ على البيئة. وتؤكد المجموعة أن مبادراتها تجسد الرؤية الملكية لـ “مغرب موحد ومتضامن ومتطلع للمستقبل”، وتعكس إرادتها الراسخة في تثبيت “جذورها الصحراوية” والمساهمة الفاعلة في التنمية البشرية والمجالية للأقاليم الجنوبية.