لم يكن صيف الدار البيضاء هذه السنة كسابقه، فقد عاشت المدينة خلال عشرة أيام متتالية على إيقاع حدث ثقافي ضخم غير ملامح الموسم الصيفي: النسخة الأولى من مهرجان “كازابلانكا ميوزيك ويك”، التي تحولت إلى محطة موسيقية عالمية شدت إليها أنظار عشرات الآلاف من المتفرجين وعشاق الفن والإيقاع.
أكثر من 50 ألف زائر حجوا إلى فضاءات المهرجان المنظم من طرف NRJ المغرب، حيث اجتمع التنوع الفني مع الاحترافية التنظيمية، في مزيج نادر جمع نجوم الساحة العالمية بلمسة محلية أصيلة. وقال حكيم الشقراوي، المدير العام للمجموعة ومؤسس الحدث: “نفتخر بما تحقق في هذه الدورة الأولى، لقد خلقنا جسرا حيا بين العالمي والمحلي، بين الجذور والحداثة”.
نجوم عالميون على مسارح كازا
وقد عرفت الليالي الأخيرة من المهرجان عروضًا استثنائية،.. أبرزها حفل الفنانة الأسطورية ماري جي بلايج يوم الخميس 26 يونيو،.. التي أبهرت الجمهور بصوتها العميق وأدائها الحماسي. وفي اليوم الموالي، كانت الجماهير على موعد مع هوبا هوبا سبيريت وفرقة Fehd Benchemsi،.. حيث تداخل الصوت المغربي المتمرد مع الكلمة الصادقة.
أما ليلة السبت، فقد تألقت النجمة العربية رحمة رياض، إلى جانب الفنان الخليجي المعروف حسين الجسمي،.. في حفل طبعته الأحاسيس والمقامات الشرقية. وكان ختامها مسك يوم الأحد،.. حيث عادت فرقة En Vogue إلى الواجهة،.. تلاها DJ Abdel وBig Ali في عرض ضج بالحيوية وألهب منصة “لا كازابلانكية” حتى الساعات الأولى من الصباح.
لكن “كازابلانكا ميوزيك ويك” لم يكن مجرد سلسلة من الحفلات، بل تجربة حياتية شاملة جمعت بين الترفيه،.. الثقافة، الرياضة والطعام. إذ تحول قرية المهرجان إلى نقطة لقاء اجتماعي نابضة،.. حيث توزعت أكثر من 20 وحدة للأكل الفاخر، مفتوحة من السابعة مساء إلى الثانية صباحا.
كما تم تنظيم يوم رياضي مفتوح بشراكة مع Passage Fitness، أتاح للزوار ممارسة تمارين الهواء الطلق. بينما وفرت قاعات Cinerji Cinemas برمجة سينمائية موازية،.. لتمنح للجمهور مساحة للاسترخاء الفكري ضمن بيئة فنية متكاملة.
كازا على خارطة الثقافة العالمية
أسبوع من النغم، من الفن، ومن الاحتفال بالهوية الموسيقية في قلب العاصمة الاقتصادية. تجربة أثبتت أن الدار البيضاء قادرة على احتضان مهرجانات عالمية بمقاييس احترافية،.. دون أن تفقد روحها المحلية المتجذرة.
وقد أكد المنظمون أن الموعد سيتجدد في يونيو 2026، مع وعود بمفاجآت كبرى وبرمجة أكثر تنوعا،.. لتواصل المدينة البيضاء مسيرتها نحو موقع ثابت في خريطة المهرجانات الدولية.