تشهد أسواق مدينة الدار البيضاء وضواحيها موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار لحوم الدجاج، حيث لم تنخفض الأثمان حتى بعد مرور أيام على عيد الأضحى، ما أثار قلق المستهلكين وتساؤلاتهم حول الأسباب الحقيقية لهذا الارتفاع المستمر.
في جولة داخل سوق الجملة للدواجن بالعاصمة الاقتصادية، أكد أحد المهنيين في تصريح لجريدة “آنفا نيوز” أن سعر الكيلوغرام من الدجاج بلغ حوالي 18.50 درهم في سوق الجملة، فيما يباع للمستهلكين بثمن يتراوح بين 20 و21 درهما لدى محلات البيع بالتقسيط المعروفة بـ”الرياشة”.
المصدر نفسه أرجع هذا الغلاء إلى الإقبال الاستثنائي للمواطنين على اقتناء لحوم الدجاج، حيث شكل بديلا رئيسيا عن الأضاحي، خاصة بعد أن اختار عدد كبير من المغاربة التخلي عن ذبح الأضحية بسبب الارتفاع الصاروخي في أثمان اللحوم الحمراء. وضعية أجبرت الأسر ذات الدخل المحدود على البحث عن بدائل أقل تكلفة لتقاسم فرحة العيد مع الأهل والأقارب.
هذا الطلب القوي على اللحوم البيضاء، الذي استمر حتى بعد انقضاء العيد،.. ساهم في إبقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة، وسط توقعات بتغير المعادلة قريبا.
المهني ذاته توقع أن تعرف الأسعار بعض الانخفاض في الأيام القليلة المقبلة،.. خصوصا مع الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة وبداية فصل الصيف،.. حيث يتوقع أن يتراجع استهلاك الدواجن نسبيا نتيجة تأثر العرض والطلب بعوامل الطقس وسلوك المستهلك.
ويظل السؤال المطروح، هل يكون الصيف كفيلا بكبح جماح الأسعار،.. أم أن سوق الدواجن سيظل رهينة مضاربات خفية وضغط استثنائي على القدرة الشرائية للمواطنين؟