الأكثر مشاهدة

إسبانيا تحكم قبضتها على سياج سبتة.. والمغرب يتحمل عبء الاحتلال

في مدينة سبتة، حيث يلتقي البحر بالأسلاك الشائكة، تواصل إسبانيا ترميم واجهة استعمارية قديمة بأساليب أمنية جديدة. آخر هذه الخطوات، مشروع أطلقته وزارة الداخلية الإسبانية لتدعيم “نقاط القفز الساخنة” في السياج الفاصل حول المدينة المحتلة، بعد سلسلة من محاولات العبور غير النظامي لمهاجرين يوصفون في الإعلام الإسباني بأنهم “مقتحمون”، في حين أن بعضهم لا يرى في سبتة سوى نقطة عودة إلى وطنه المسلوب.

مشروع إسباني جديد 

يمتد السياج الحديدي حول سبتة المحتلة بطول 8.7 كيلومترات، أشبه بسجن مفتوح على العالم، تتبدل فيه أنظمة المراقبة، لكن يظل أساسه هشا أمام عزيمة من لا يجدون سبيلا آخر سوى القفز فوق الحديد، أو السباحة عبر الموج. ومع أن المدينة الواقعة تحت سلطة الاحتلال الإسباني لا تزال رسميا خارج السيادة المغربية، إلا أن مدريد لا تجد حرجا في تحميل الرباط مسؤولية ما يحدث على حدودٍ لا تعترف بها المملكة سوى كجزء من أراضيها المغتصبة.

وزارة الداخلية الإسبانية،.. التي اعتادت تصدير أرقام “الاقتحامات”، كشفت مؤخرا عن ارتفاع وتيرة المحاولات، ووصفتها بـ”الاعتداءات المنظمة”. غير أن الواقع الميداني، كما تعكسه تقارير متقاطعة، يثبت أن المغرب كان أكثر من مجرد متفرج، إذ تدخل، في أكثر من مناسبة، لإحباط عمليات تسلل جماعي، أبرزها في 15 شتنبر الماضي، حين لعب دورا حاسما في منع موجة عبور وشيكة، بتنسيق مع الجانب الإسباني نفسه.

- Ad -

رغم ذلك،.. تمضي مدريد في مشاريعها الأمنية كما لو كانت تحرس سيادة شرعية. فقد أعلنت عن تعزيز نقاط الضعف في أجزاء مثل “بنزو”،.. حيث تكررت محاولات الاختراق، وتضررت البنية الحديدية للسياج. لكن المفارقة أن هذه النقاط، التي تسمى في الإعلام بـ”نقاط القفز”،.. لا تمثل فقط ثغرات أمنية، بل تعرية لصورة استعمار يرفض الانقراض.

واللافت أن التحولات في أساليب العبور لم تعد تقتصر على القفز أو التخفي،.. بل أصبحت بعض المجموعات – حسب الرواية الرسمية الإسبانية – تعتمد وسائل تشويش ميدانية: حجارة، نيران، وحتى محاولات تضليل القوات الأمنية. ومع ذلك،.. تظل جذور المشكلة أبعد من مجرد تكتيك، إذ تختزل الصراع بين حدود مصطنعة وحق تاريخي معلق.

في الجانب الآخر، داخل البرلمان الإسباني،.. تتعالى أصوات تطالب بتغليظ العقوبات على منظمي الهجرة غير النظامية،.. بينما يتجاهل الخطاب الرسمي في مدريد حقيقة أن المغرب يؤدي، منذ سنوات، دور “الحارس غير الرسمي” لبوابات أوروبية موصدة في وجه الأمل.

مقالات ذات صلة