تشهد مدينة الدار البيضاء ديناميكية متسارعة على مستوى القطاع السياحي، حيث أكد عثمان شريف العلمي، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة الدار البيضاء-سطات، خلال ندوة صحفية عقدت يوم الجمعة 28 فبراير بمقر المجلس، أن الإمكانات الحقيقية للجهة لن تتحقق بشكل كامل إلا بعد افتتاح المشاريع الكبرى التي تم إنجازها خلال السنوات الأخيرة.
في إطار الجهود المبذولة لتعزيز مكانة الدار البيضاء كوجهة سياحية، أطلق المجلس الجهوي للسياحة، بشراكة مع المكتب الوطني المغربي للسياحة ومجلس الجهة والمجلس الجماعي، حملات تسويقية دولية عبر وسائل الإعلام الرقمية والتقليدية.
ومن بين المبادرات البارزة، حملة تسويقية دولية تحت شعار “عشها وأحبها” (Live it, Love it)، والتي استهدفت ملايين السياح المحتملين عبر منصات التسويق الإلكتروني. كما ساهمت هذه الاستراتيجية في تصنيف الدار البيضاء كوجهة “يجب زيارتها” على موقع TripAdvisor، أحد أشهر المنصات السياحية العالمية.
التحول الرقمي وتنظيم فعاليات دولية
عمل المجلس الجهوي للسياحة على تعزيز موقع الدار البيضاء كوجهة رئيسية لسياحة الأعمال والمؤتمرات (MICE)، وذلك من خلال تنظيم أول معرض متخصص في القطاع خلال شهر أكتوبر الماضي، لاستقطاب الشركات العالمية وإبراز الإمكانيات المتاحة لاستضافة المؤتمرات والفعاليات الكبرى.
إضافة إلى ذلك، تم تطوير موقع VisitCasablanca.ma وإطلاق 214 منصة رقمية خاصة بالترويج للسياحة القروية، مما ساهم في تسليط الضوء على المنتجات السياحية المحلية وزيادة جاذبية المناطق الريفية المجاورة للدار البيضاء.
كما عزز المجلس حضوره في أكبر المعارض السياحية العالمية مثل Fitur Madrid وITB Berlin وATM Dubaï وWTM Londres، مما أتاح فرص شراكة جديدة مع الفاعلين الدوليين في القطاع.
كشف عثمان شريف العلمي عن الأرقام المسجلة خلال السنة الماضية،.. حيث حقق القطاع السياحي بالدار البيضاء نموا بنسبة 10% في عدد الوافدين،.. ليصل إلى 1.4 مليون زائر مقارنة بـ1.3 مليون في 2023، مع تسجيل ارتفاع بنسبة 11% في عدد ليالي المبيت،.. التي بلغت 2.8 مليون ليلة.
أما نسبة إشغال الفنادق، فقد شهدت تحسنا ملحوظا بنسبة 12%، لتصل إلى معدل سنوي قدره 59%،.. فيما ارتفع متوسط العائد لكل غرفة بنسبة 9%،.. مما يعكس تحسّن أداء القطاع رغم التحديات المرتبطة بتأخر افتتاح بعض المشاريع الاستراتيجية.
رهانات المستقبل وتحقيق الطموحات الكبرى
رغم هذه النتائج الإيجابية،.. يرى رئيس المجلس الجهوي للسياحة أن الأرقام الحالية لا تعكس الإمكانات الحقيقية للدار البيضاء،.. خاصة في مجال سياحة الأعمال والعطلات القصيرة (City Break).
وأشار إلى أن الانتعاش الفعلي للقطاع السياحي سيكون مرتبطا بتفعيل المشاريع الكبرى،.. مثل المسرح الكبير للدار البيضاء، ورصيف السفن السياحية، وقصر المؤتمرات الضخم،.. التي لم يتم افتتاحها بعد رغم انتهاء أشغالها منذ سنة 2022.
ورغم الغموض الذي يحيط بموعد افتتاح هذه المنشآت،.. يتوقع المجلس أن يبلغ عدد الوافدين 1.8 مليون زائر بحلول نهاية 2025،.. مستفيدا من استضافة المغرب لكأس أمم إفريقيا، على أن يتجاوز العدد 2 مليون سائح بحلول 2026،.. وهو ما يعادل ضعف ما حققته المدينة عام 2019.