بوهج من الفخر الثقافي والتألق الحرفي، سرق القفطان المغربي الأضواء مساء الجمعة في مدينة درو الفرنسية، ضمن عرض استثنائي شكل أحد أبرز محطات “سنة المغرب”، الحدث الذي تحتفي من خلاله فرنسا بالمملكة المغربية على مدى عام كامل.
فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي، مؤسسة دار “Maison Fatim”، قادت الحضور في رحلة فنية آسرة تحت عنوان “من الريف إلى الصحراء”، قدمت خلالها تشكيلة قفاطين تمزج بين اللمسة التقليدية والمقاربة المعاصرة، لتمنح الجمهور الفرنسي لمحة عن عمق المغرب الثقافي وهويته المتعددة.
كل قفطان معروض كان أشبه بقصة مكتملة التفاصيل، بحرفية عالية وأقمشة ملكية مطرزة يدويا، ومزينة بالأحجار والخيوط الذهبية. الفيلالي أوضحت أن هذه التصاميم تجسد ارتباطها بالمغرب من شماله إلى جنوبه، وتؤكد أن القفطان ليس مجرد لباس، بل ذاكرة شعب وهوية أمة.
اللافت في العرض هو تقديم قطعتين نادرتين يتجاوز عمرهما 80 سنة، تم تناقلهما من أم إلى ابنتها، واحتفظتا ببصمة الزمان وأصالة الصنعة، مما أضفى بعدا عاطفيا عميقا على الحدث.
الجانب الرسمي كان حاضرا بقوة. القنصل العام للمملكة في أورليان، رجاء بنشجيع، وصفت العرض بأنه أكثر من لحظة احتفالية، بل مناسبة لتجديد الروابط بين الثقافتين المغربية والفرنسية، وإبراز قدرة الصناعة التقليدية المغربية على مواكبة العصر دون التفريط في الجذور.
أما إيريك موين، المستشار الخاص لعمدة درو، فقد أكد أن ما شاهده لم يكن مجرد عرض أزياء، بل مشهدا ثقافيا شاملا يعكس هوية المملكة وروحها المتجددة. وذكر بأن المغاربة يشكلون حوالي 17٪ من ساكنة المدينة، ما يجعل هذا التعاون الثقافي امتدادا طبيعيا لعلاقات إنسانية عميقة.
وعقب العرض، اجتمع الحضور حول مائدة مغربية-فرنسية أعدها الشيف المغربي خالد زاهر بالشراكة مع بطل العالم في الحلويات أليكسيس بوفيلس. العشاء بدوره كان عرضا موازيا، بنكهة تراثية حديثة.
تجدر الإشارة إلى أن “معرض المغرب” المقام في درو بين 21 و25 ماي، يركز بشكل خاص على جهة الداخلة – وادي الذهب، ويدعو الزوار إلى رحلة استكشافية في عمق الحرف والمذاقات والعادات المغربية.
عن وكالة المغرب العربي بتصرف.