الأكثر مشاهدة

الدار البيضاء.. انتشار الأطفال المتسولين يدق ناقوس الخطر

بينما أطلقت سلطات جماعة تغازوت، يوم الخميس 26 يونيو 2025، حملة ميدانية لمحاربة ظاهرتي التسول وتشرد الأطفال، يتساءل متابعون للشأن المحلي في الدار البيضاء: متى تتحرك أكبر مدن المغرب للحد من الظواهر نفسها التي باتت تؤرق الساكنة وتؤثر على صورة المدينة؟

ففي الوقت الذي تجندت فيه السلطة المحلية بقيادة تغازوت بمعية أعوانها وعناصر من القوات المساعدة، وقامت بتوقيف سبعة أطفال متشردين في مركز سياحي يعرف توافدا مكثفا في الصيف، تبدو شوارع البيضاء، خصوصًا في وسط المدينة، المعاريف، درب السلطان، عين السبع، وساحة الأمم المتحدة، مسرحا مفتوحا لآلاف الأطفال المتشردين والنساء المتسولات، دون أي تحرك ميداني حقيقي.

الوضع في العاصمة الاقتصادية أكثر تعقيدًا، إذ تنتشر هذه الفئات الهشة بكثافة في المناطق الحيوية والأسواق، وأمام إشارات المرور، وفي المراكز التجارية والمقاهي، بل وأحيانا قرب المدارس والمؤسسات العمومية، ما يطرح علامات استفهام كبيرة حول غياب المقاربة الوقائية والزجرية في آن واحد.

- Ad -

البيضاء، التي تعد واجهة المغرب الاقتصادية والسياحية، تحتاج اليوم إلى تحرك استباقي يشبه ما جرى في تغازوت، لكن على نطاق أوسع وأكثر تنظيما، يراعي البعد الاجتماعي دون إغفال الجانب الأمني. فاستفحال هذه الظواهر لا يشكل فقط خطرا على الأطفال المعنيين أنفسهم، بل يمس أيضا صورة المدينة ويهدد الأمن العام.

فهل تبادر سلطات الدار البيضاء إلى إطلاق حملات تطهيرية مماثلة؟ أم أن الظاهرة ستظل مرشحة للمزيد من الاتساع في غياب رؤية واضحة واستراتيجية ميدانية ملموسة؟

السؤال اليوم لم يعد يخص فقط الجمعيات العاملة في المجال أو الأصوات الحقوقية، بل يطرق أبواب كل مسؤول إداري وأمني وسياسي في المدينة، في انتظار تحرك حقيقي يعيد للدار البيضاء هيبتها وإنسانيتها.

مقالات ذات صلة