انطلقت ألسنة اللهب بشكل مفاجئ من الجزء العلوي لمدرجات ملعب مولاي عبد الله بالرباط، زوال السبت، لتضع مشروع إعادة تهيئة المنشأة الرياضية تحت مجهر التساؤلات مجددا، بعد أن التهمت النيران 250 مقعدا من الجيل الخامس كانت قد ركبت حديثا، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
الملعب، الذي يشهد أشغال إعادة تأهيل شاملة استعدادا لاحتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، عاش لحظات من الذعر داخل الورش، وسط أعمدة دخان كثيف ارتفعت لعشرات الأمتار، وامتدت لتكون مرئية من مسافات تجاوزت العشرة كيلومترات.
واستغرق تدخل فرق الإطفاء ثلاث ساعات كاملة من أجل السيطرة على الحريق، في مشهد أثار القلق حول مدى احترام معايير السلامة المعمول بها في أوراش من هذا النوع.
التحقيقات الأولية رجحت أن يكون مصدر الحريق مرتبطا بأشغال اللحام الجارية في غطاء الملعب،.. وهي مرحلة حساسة في البناء تستوجب بروتوكولات صارمة لتفادي مثل هذه الحوادث. غير أن مصادر ميدانية أشارت إلى احتمال وجود تهاون أو إخلال بالإجراءات الوقائية المفروضة قانونيا.
وفي التفاصيل، ساهمت المواد المصنّعة منها الكراسي المحترقة، المصنوعة من “البولي بروبيلين كوبوليمير”،.. في تعقيد الوضع، حيث ساعدت تركيبتها الكيميائية سريعة الاشتعال على انتشار النيران وزيادة زمن الاشتعال.
الشركة المكلفة بالبناء سارعت من جهتها إلى فتح تقييم داخلي للأضرار،.. وأعلنت نيتها تشديد معايير الأمان خلال المراحل المتبقية، خصوصا في ما يتعلق بالتغطية النهائية وأشغال التشطيب، حرصا على استكمال المشروع في موعده المحدد.
لكن هذا الحادث يأتي في لحظة حرجة، حيث دخلت أوراش التجهيزات الكبرى المخصصة للكان مراحلها الختامية،.. مما يثير التخوفات من احتمال وقوع تأخير جديد في التسليم النهائي،.. وهو ما قد يشكل حرجا للجهات المشرفة على التنظيم أمام الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.
في ظل الصمت الرسمي إلى حدود الساعة،.. تتجه الأنظار نحو الجهات المسؤولة عن المراقبة والضبط التقني لمعاينة إن كانت معايير السلامة قد تم احترامها فعلا،.. أم أن ما جرى لم يكن سوى نتيجة مباشرة لغياب الصرامة في موقع يفترض أن يخضع لأعلى درجات اليقظة.