تجددت حملة “خليه يقاقي” على منصات التواصل الاجتماعي بالمغرب، حيث دعا نشطاء إلى مقاطعة الدجاج احتجاجا على الارتفاع الكبير في أسعاره، التي تجاوزت حاجز 30 درهما للكيلوغرام في بعض المدن. هذه الحملة، التي تحمل طابعا ساخرا بشعارها “خليه يقاقي”، تسعى للضغط على المربين والتجار لتخفيض الأسعار التي أثقلت كاهل المستهلك المغربي.
يأتي هذا التصعيد وسط ارتفاع غير مسبوق لأسعار الدواجن في السوق الوطنية. ووفق تصريحات محمد أعبود، رئيس الجمعية المغربية لمربي دجاج اللحم، فإن هذه الأزمة تعود إلى عدة عوامل، منها ندرة الإنتاج وغياب دعم صغار المربين الذين يشكلون عصب القطاع.
أعبود أوضح أن “المربي الصغير والمتوسط تعرض لخسائر كبيرة خلال فترة الحجر الصحي، حيث اضطر إلى بيع إنتاجه بأسعار زهيدة لا تتعدى 4 دراهم للكيلوغرام، بينما نفقت كميات كبيرة من الدواجن بسبب غياب السوق”. وأضاف أن الخسائر المالية لتلك الفترة تجاوزت خمسة مليارات سنتيم، ما دفع العديد من المربين إلى تقليص إنتاج الكتاكيت، وهو ما تسبب لاحقاً في ارتفاع الأسعار.
أشار أعبود إلى أن أسعار الدجاج بالجملة في سوق الدار البيضاء تتراوح حاليا بين 22 و23 درهما للكيلوغرام، في حين تصل في بعض المدن مثل طنجة وتطوان إلى 30 أو 32 درهما. وأوضح أن وحدات القرب أو “الرياشات”، التي تسوّق 90% من الإنتاج الوطني، تشهد تفاوتا كبيرا في الأسعار كلما ابتعدنا عن محور الدار البيضاء.
حملة “خليه يقاقي” ليست الأولى من نوعها، لكنها تأتي في ظل أزمة حقيقية يعاني منها القطاع. بينما يطالب المستهلكون بخفض الأسعار، يشكو المربون من غياب الحوار مع الوزارة الوصية وتجاهل أوضاعهم الصعبة.
بات المستهلك المغربي أمام خيارات محدودة في ظل ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية، ما يجعل حملة المقاطعة أداة للضغط الشعبي. في المقابل، يرى المربون أن الحل يكمن في دعم القطاع، خاصة صغار المربين، وتوفير بيئة مواتية لضمان استقرار الإنتاج والأسعار.