لم يكن يظن الدراج الفرنسي المعتزل سيلفان شافانيل، أن مغامرته في رمال المغرب ستتحول إلى ما يشبه رحلة هروب من الموت. الرجل الذي سطع نجمه في طواف فرنسا قبل سنوات، وجد نفسه في قلب كابوس حقيقي خلال مشاركته في سباق “Titan Desert” المنظم بالصحراء المغربية.
الواقعة تعود إلى يوم 8 ماي الجاري، حين تعرض شافانيل، البالغ من العمر 45 عاما، إلى حادث مروع خلال المرحلة الرابعة من السباق، عقب اصطدامه بمشارك آخر. النتيجة كانت إصابة مركبة: تمزق في أربطة الركبة، تفتت في الغضروف، وشرخ في عظمة الفخذ.
في تصريحات للدراج نقلتها صحيفتا La Nouvelle République وLe Figaro، لم يخف شافانيل معاناته: “صرخت من شدة الألم، وبقيت ملقى على الأرض لأكثر من ساعتين تحت شمس قاسية، دون أن تصلني سيارة الإسعاف”. وبعد ساعات من التنقل وسط الصحراء، وصل أخيرا إلى المستشفى، وهناك بدأت فصول جديدة من المعاناة.
العملية الجراحية التي كانت مبرمجة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ألغيت بشكل مفاجئ قبل ساعة واحدة من موعدها، بسبب غياب أدوات جراحية ضرورية، ما اضطره للعودة إلى فرنسا على وجه السرعة، وهو مستلق على نقالة في مؤخرة طائرة. لحسن الحظ، خضع لعملية ناجحة في مدينة تور الفرنسية.
تجربة شافانيل سلطت الضوء على مشكلتين كبيرتين: هشاشة الرعاية الطبية المصاحبة للفعاليات الرياضية الكبرى في المغرب، وضعف بروتوكولات الطوارئ المعتمدة من قبل الجهات المنظمة، خصوصا في مناطق معزولة كالصحراء. هذا الخلل دفع المتسابق الفرنسي إلى تفعيل تأمينه الخاص والاستعانة بأسرته لتنظيم الترحيل.
ومع كل هذا الألم، حملت له العودة إلى فرنسا لحظة عزاء، حين بلغه أن ابنه ماكسنس حقق أول فوز له في فئة الكبار، بعد 28 سنة من فوز والده في نفس السباق. “كأن القدر أراد أن يرسل لي ضوءا صغيرا وسط هذا الظلام”، قالها شافانيل بابتسامة منهكة.