اختارت مجموعة “ستاندارد تشارترد” البريطانية المغرب ليكون محطتها الجديدة في خطتها لإعادة هيكلة استراتيجيتها الإفريقية، عبر افتتاح فرع لها بالحي المالي “كازا أنفا” بمدينة الدار البيضاء، إحدى أبرز مراكز المال والأعمال بالقارة السمراء.
وتأتي هذه الخطوة لتترجم التصريحات السابقة لكبار مسؤولي البنك، حيث كان كريس إيغبرينك، المسؤول عن عمليات “ستاندارد تشارترد” في جنوب إفريقيا، قد كشف في حديث لوكالة “بلومبرغ” عن نية المجموعة إنشاء منصة إقليمية بالمغرب، موجهة لخدمة الأسواق الإفريقية جنوب الصحراء. وقد استكملت الإجراءات القانونية لافتتاح الفرع الجديد بإيداع رسمي أمام المحكمة التجارية للدار البيضاء بتاريخ 25 أبريل الجاري.
وفي الوقت الذي يوسع فيه البنك آفاقه نحو شمال القارة، يسير بالتوازي مع سياسة تقليص حضوره في عدد من الدول الإفريقية الأخرى. فقد شهدت السنوات الأخيرة انسحاب “ستاندارد تشارترد” من أسواق عدة، منها زيمبابوي وأنغولا والكاميرون وغامبيا وسيراليون، بالإضافة إلى خروجه من أسواق الشرق الأوسط مثل الأردن ولبنان. كما يخطط البنك للتخلي عن أنشطته في مجال التجزئة البنكية بدول مثل بوتسوانا وأوغندا وزامبيا.
إقرأ أيضا: الدار البيضاء تكرس ريادتها المالية في إفريقيا رغم احتدام المنافسة الدولية
هذه التغيرات تعكس توجها استراتيجيا لدى البنك البريطاني العريق، نحو تركيز موارده واستثماراته في مراكز مالية صاعدة وواعدة، بدل التشتت عبر أسواق أقل ديناميكية أو عالية المخاطر. ولا شك أن اختيار الدار البيضاء يعكس إدراك المجموعة لمكانة المغرب كمحور إقليمي مهم، بفضل استقراره السياسي، وتطوره الاقتصادي، وموقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط إفريقيا بأوروبا.
ويرتقب أن يشكل هذا التموقع الجديد لـ”ستاندارد تشارترد” دفعة قوية للقطاع المالي المغربي، في ظل المنافسة المتزايدة بين كبريات البنوك العالمية لتعزيز وجودها في القارة السمراء، التي تشهد تحولات اقتصادية عميقة وفرص نمو متزايدة.