بعد سنوات من السجال القضائي الذي هز الرأي العام العربي والدولي، يستعد الفنان المغربي سعد لمجرد للوقوف مجددا أمام القضاء الفرنسي، في جلسات الاستئناف التي ستعقدها محكمة الجنايات بمدينة كريتاي ضواحي باريس، ما بين 2 و6 يونيو المقبل.
الملف الذي يعود إلى سنة 2016، ويتعلق باتهام المغني الشهير باغتصاب الشابة الفرنسية لورا بريول، دخل فصله الجديد بعد أن تقدم لمجرد بطلب الاستئناف إثر إدانته في فبراير 2023 بست سنوات من السجن النافذ. الحكم السابق اعتبر رواية الضحية “متماسكة ومقنعة”، غير أن هيئة الدفاع عن الفنان المغربي، التي تتزعمها المحامية الفرنسية حفيظة العلوي، تأمل في قلب الموازين خلال هذا الطعن.
ورغم أن لمجرد قضى شهرا فقط خلف القضبان، فقد حصل لاحقا على سراح مؤقت مع إخضاعه للمراقبة القضائية،.. وهو ما سمح له بالاستمرار في مزاولة أنشطته الفنية، خاصة في دول الخليج، حيث أحيا حفلات جماهيرية وواصل إصدار أغاني جديدة، منها ما أدرج فيه عناصر من التراث الأمازيغي المغربي، في محاولة لترميم شعبيته.
ومن المرتقب أن تعرف جلسات يونيو حضور كلا الطرفين، الفنان والضحية المفترضة،.. في مشهد قضائي سيعيد إحياء واحدة من أكثر القضايا تعقيدا داخل العدالة الفرنسية،.. خصوصا أن الفنان يواجه تهما مماثلة في ملف آخر يتعلق بواقعة اغتصاب في سانت تروبيز سنة 2018،.. أحيل هو الآخر على محكمة الجنايات في منطقة “فار”، ما يعمق مأزق المغني المعروف.
القضية، التي عمرت قرابة ثماني سنوات، اتسمت بتقلبات درامية: اعتقالات مؤقتة، إطلاق سراح مشروط،.. تأجيلات متكررة، وضغط إعلامي كثيف بسبب شهرة المتهم في العالم العربي،.. ما جعلها واحدة من أكثر الملفات القضائية متابعة.
ورغم ثقل التهم، ظل لمجرد متمسكا ببراءته، مشددا على أن علاقته بالمشتكية لم تتضمن أي إكراه أو عنف،.. وهي الرواية التي سيحاول الدفاع تثبيتها مجددا أمام هيئة الاستئناف.