في حي بوركون وتحديدا على مستوى زنقة محمد صدقي، يشتد الدخان وتتصاعد الشكاوى… لا من مصنع مهجور أو حريق عرضي، بل من “أفران شيشا” نصبت على الأرصفة، تنذر بكارثة صحية وبيئية وسلوكية تتوسع كالنار في الهشيم.
فقد ضاق سكان الحي ذرعا بما أسموه “اختناقا يوميا” تسببه مقهى تعرف بين العامة باسم “لوسيو”، التي حولت الرصيف إلى فرن مفتوح للفحم المشتعل،.. تحت ذريعة توفير الخدمة السريعة لعشاق النرجيلة، لكن على حساب رئات المرضى وأمن الجيران وكرامة الحي.
ليست القصة مجرد دخان مزعج. فهذه “الجماير”، كما يسميها السكان، ليست سوى أبنية إسمنتية عشوائية تنبعث منها ألسنة نار الفحم على مدار الساعة،.. بلا حماية، بلا رقابة، وبلا أي احترام لقوانين التعمير أو السلامة.
يقول أحد السكان: “نعيش على أعصابنا. نار تحت النوافذ، دخان يغزو البيوت، وأطفال يسعلون كل ليلة. أين الدولة؟”
ولا يقف الأمر عند الاختناق،.. فقد حذر المتضررون من حرائق متكررة كادت أن تفجع العائلات، ناهيك عن تحول هذه الفضاءات إلى مراصد للعلاقات المشبوهة،.. معاقل لتعاطي المخدرات، وأوكار للقمار السرّي.