يشهد قطاع السياحة المغربي في عام 2024 استمرارا لزخمه الكبير، مع تحقيق إنجازات لافتة على جميع المستويات. فبعد استقبال 14.6 مليون سائح حتى نهاية أكتوبر، باتت الأنظار تتجه نحو مؤشرات اقتصادية أساسية، أبرزها العائدات بالعملات الأجنبية وفرص الشغل التي يولدها هذا القطاع الحيوي.
وفقا للمعطيات الرسمية الصادرة عن الجهات الوصية، بلغت عائدات السفر بين يناير وأكتوبر من العام الجاري 97 مليار درهم، محققة زيادة ملحوظة بواقع 8.3 مليارات درهم مقارنة بعام 2023. وإذا استمرت هذه الوتيرة، يتوقع أن تصل العائدات الإجمالية إلى نحو 114 مليار درهم بنهاية العام، مما يعكس مساهمة جوهرية في الناتج الداخلي الإجمالي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام تعكس جزءا من التأثير العام للسياحة، التي تنشط قطاعات حيوية أخرى مثل الصناعة التقليدية والنقل والتجارة والخدمات.
أما على مستوى التوظيف، فقد سجل قطاع السياحة المغربي ارتفاعا ملحوظا في عدد العاملين، حيث بلغ عددهم 827 ألف شخص في 2023، وهو ما يمثل 7.8% من مجموع القوى العاملة الوطنية. هذا النمو يعكس إحداث 25 ألف فرصة عمل إضافية مقارنة بعام 2022، ما يمثل زيادة نسبتها 3%.
إقرأ أيضا: مجلس الدار البيضاء يصادق على مشاريع لتعزيز السياحة والبنية التحتية الرياضية
ويتجاوز القطاع التوقعات المحددة في خارطة الطريق 2023-2026، والتي كانت تستهدف توفير 80 ألف وظيفة مباشرة خلال ثلاث سنوات. ففي عام 2023 وحده، تم تجاوز الهدف السنوي بنسبة 25% بفضل خلق 25 ألف وظيفة جديدة. وتبرز قطاعات الإيواء والمطاعم كأكثر المساهمين في هذه الزيادة، بإحداث 11 ألف و10 آلاف وظيفة جديدة على التوالي.
تأتي هذه النتائج في سياق استراتيجيات حكومية متواصلة لتحفيز القطاع، تشمل تطوير الربط الجوي، وتحسين البنية التحتية السياحية، والتركيز على جودة الخدمات. ويتوقع أن تعقد قريبا جلسة تنسيقية بين الوزارة الوصية والمهنيين لمتابعة تنفيذ البرامج الحالية، واستعراض التدابير المستقبلية لدعم استدامة هذا النمو الكبير.