بخطى واثقة تسير العلاقات المغربية الكورية نحو مرحلة جديدة من التعاون، عنوانها الشراكة الصناعية والتكامل في سلاسل التوريد. لقاء رسمي جمع وزير الصناعة المغربي، رياض مزور، بنظيره الكوري آن دوك-غيون، في العاصمة الكورية سيول، أسفر عن تفاهمات محورية تعزز التقارب الاقتصادي بين الرباط وسيول.
في صلب المباحثات، تم التركيز على تشجيع الاستثمارات المتبادلة، وتوسيع التبادل التجاري، مع التوافق على تسريع المفاوضات الجارية بشأن اتفاق للتبادل الحر بين البلدين. وهو اتفاق يرتقب أن يكون بوابة كبرى نحو تنويع الشركاء التجاريين وتعزيز الحضور المغربي في الأسواق الآسيوية.
وقال مزور إن الخبرة الصناعية الكورية، حين تقترن بالمزايا الجغرافية والمؤسساتية للمغرب، قادرة على إنتاج نموذج تعاون متين ومرن، قادر على مواكبة التحولات العالمية في سلاسل القيمة، والمساهمة في تحقيق نمو مشترك. بينما أكد الوزير الكوري على رغبة بلاده في توقيع اتفاقيات شراكة متقدمة، معلنا استعداد كوريا الجنوبية لدعم المغرب في تطوير مشاريعه البنيوية الكبرى المرتبطة بتنظيم كأس العالم 2030.
ولم يأت هذا اللقاء من فراغ، إذ سبقه مسار حافل من التواصل الثنائي رفيع المستوى،.. شمل اجتماعات مكثفة مع كبار مسؤولي الشركات الكورية، وعلى رأسها عملاق الصناعات الثقيلة “هيونداي”. هذه الأخيرة باتت اليوم فاعلا رئيسيا في مشاريع كبرى بالمغرب،.. أبرزها عقد بقيمة 1.5 مليار دولار لبناء 110 قطارات RER، في إطار صفقة تتضمن نقل التكنولوجيا وإنشاء وحدات إنتاج محلية للمكونات.
أما في الجانب الدفاعي،.. فقد عبرت هيونداي أيضا عن اهتمامها بتزويد القوات المسلحة الملكية بمعدات عسكرية متطورة، من قبيل الدبابة K2،.. وصواريخ KM-SAM، إلى جانب غواصات KSS-III،.. كما تسعى لإدارة الحوض الجاف المستقبلي في الدار البيضاء، في خطوة تعكس الثقة في البيئة الصناعية المغربية.
المؤشرات الراهنة تكشف عن رغبة مشتركة في إعادة صياغة نموذج التعاون المغربي الكوري،.. ليصبح أكثر عمقا واستدامة، مع رهان استراتيجي على الاستثمار في التكنولوجيا،.. والتنمية الصناعية، والاندماج الذكي في سلاسل الإنتاج العالمية.