في خطوة وصفت بالـ “مهمة” نحو تعزيز التربية الجنسية، قدمت الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة مشروعا مبتكرا يستهدف دعم انخراط المجتمع المدني في تطبيق هذا النوع من التعليم في المدارس في المغرب وتونس. جرى تقديم المشروع بحضور فاعلين جمعويين وممثلين حكوميين وأمميين في حدث نظمته الجمعية.
ويأتي هذا المشروع، الذي يمتد على مدى سنة وينفذ بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية،.. بهدف تعزيز فهم ووعي الشباب بقضايا الصحة الجنسية والإنجاب. يتمحور المشروع حول إدماج التربية الجنسية في المناهج الدراسية والأنشطة الموازية في المغرب وتونس
وفي هذا السياق، أشار صادق امين بن حسين، ممثل الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة،.. إلى الجهود المبذولة لتحقيق هذا الهدف في المملكة وتونس، مع التأكيد على أهمية دعم التربية الجنسية من خلال الورش والبرامج التوعية.
إقرأ أيضا: المغرب يستثمر في الثقافة وصناعة الألعاب لتعزيز التنمية.
وأوضح بن حسين أن المشروع يستند إلى دراسات ومعلومات تم تكييفها مع السياق الثقافي والقانوني في المغرب وتونس. وأشار إلى إطلاق لعبة تعليمية تتناول قضايا صحية وجنسية بشكل ترفيهي، تسهم في تحقيق التوعية.
تتضمن المبادرة تنظيم ورش عمل لفائدة الشباب حيث يتم إجراء دراسات خاصة وتكييف المعلومات وفقا للسياقات والآليات القانونية في المغرب وتونس. يأتي ذلك في إطار إطلاق لعبة تربوية تغطي مجموعة من القضايا الجنسية والإنجابية بشكل ترفيهي.
من جهتها، أكدت رئيسة الجمعية المغربية لتنظيم الأسرة، خديجة الغالمي، أن المشروع يهدف إلى تعزيز التربية الجنسية الشاملة ودمجها في المقررات الدراسية. وذلك من خلال تنظيم ورش تشارك فيها وزارات التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية، والتضامن،.. والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والشباب والتواصل، والصحة والحماية الاجتماعية.
إقرأ أيضا: مشروع قرار يحدد آليات تطبيق التعليم عن بعد في المغرب.
جدل التربية الجنسية في المغرب
في الوقت الذي يأتي فيه مشروع دعم انخراط المجتمع المدني في تعزيز التربية الجنسية في المغرب، إذ يرافق الموضوع جدل مستمر بين المؤيدين لتضمين هذا النوع من التعليم في المناهج الدراسية , وبين الفئات المحافظة التي تعارض هذه الفكرة.
تعتبر فئة المؤيدين أن تكوين الشباب حول قضايا الصحة الجنسية والإنجاب يعد خطوة ضرورية لتحقيق توعية فعالة وتجنب المشكلات الصحية والاجتماعية المحتملة. يروجون لفكرة أن توفير معلومات صحيحة وشاملة حول الجسم والعلاقات الإنسانية يسهم في تشكيل جيل مستنير ومسؤول.
ومن ناحية أخرى، تثير فئة المحافظين مخاوف بشأن تأثير هذا النوع من التعليم على القيم والتقاليد الثقافية والدينية في المجتمع. يعارضون فكرة إدراج التربية الجنسية في المناهج الدراسية، مشددين على أن هذا النوع من التعليم يجب أن يكون خارج نطاق التعليم الرسمي.