شهدت غابة أيت عيشة الواقعة بجماعة تيلوغيت في إقليم أزيلال، يوم السبت 28 يونيو 2025، اندلاع حريق مهول أتى على مساحة واسعة تقدر بـ13 هكتارا من الغطاء الغابوي، غالبيته من أشجار الصنوبر الحلبي، وفق ما أكدته المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات بأزيلال.
الحريق الذي اندلع بفعل صاعقة برق، شكل تهديدا حقيقيا على البيئة المحلية، خاصة وأن طبيعة التضاريس الوعرة والمرتفعة بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، زادت من صعوبة عمليات الإخماد. كما عرقلت سقوط الصخور وتغيرات مفاجئة في اتجاه الرياح مساعي فرق التدخل الأرضية، مما استدعى تعليق العمل لفترات مؤقتة حفاظا على سلامة الفرق.
في مواجهة هذا التحدي الكبير، استنفرت عناصر متعددة، شملت فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات، السلطات المحلية، الحماية المدنية، الدرك الملكي، القوات المساعدة، إضافة إلى مساهمة فعالة من الساكنة المجاورة. ولعب التدخل الجوي دورا محوريا، حيث شارك طائرتان مروحيتان من القوات الملكية الجوية انطلقتا من بحيرة بن الويدان، نفذتا سبع عمليات إلقاء للمياه، أسهمت في السيطرة على النيران ومنعت انتشارها نحو مناطق أوسع.
وعلى خلفية هذه الحادثة، حذرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات من خطر نشوب حرائق غابات في عدة مناطق أخرى، حيث أصدرت تنبيها يشير إلى وجود مستوى خطر أقصى (اللون الأحمر) في أقاليم طنجة-أصيلة، وزان، العرائش، شفشاون، تازة، تاونات، الحسيمة، القنيطرة، بني ملال، أزيلال، الصخيرات-تمارة، سلا، الرباط، وخميسات.
كما سجلت الوكالة مستويات خطورة مرتفعة (اللون البرتقالي) في أقاليم أخرى مثل مديقة-فنيدق، تطوان، فحص أنجرة، صفرو، خنيفرة، إفران، أكادير-إداوتنان، تاوريرت، وجدة-أنجاد، الناظور، بركان، والدريوش، ومستوى متوسط (اللون الأصفر) في سيدي سليمان، مكناس، الصويرة، بنسليمان، وطانطان.
تأتي هذه التطورات وسط موجة حر غير مسبوقة تشهدها المملكة، مما يستوجب تكثيف المراقبة والإجراءات الوقائية، وحشد كافة الموارد لمواجهة مخاطر الحرائق التي تهدد البيئة والاقتصاد المحلي، وتستدعي تضافر جهود مختلف القطاعات الأمنية والبيئية والسكان لضمان حماية الثروات الطبيعية.