أطلق الكاتب والخبير الاستراتيجي أكلي شكا، المعروف بلقب “الصندوق الأسود للصحراء”، تحذيرًا بشأن وضع الطوارق في الجزائر، مشيرًا إلى أنه قابل للانفجار في أي لحظة.
وأشار الخبير في حوار له مع جريدة “هيسبريس” إلى أن القيادة السياسية في الجزائر أصبحت مقتنعة بأن مشكلة الشعب الأزوادي ليست مع مالي، وإنما مع جنرالات الجزائر الذين يديرون الصراع ضد المطالب الشرعية للطوارق.
وأضاف شكا أن فرنسا مسؤولة أيضا عن شتات الطوارق والجرائم والإبادات الجماعية في مالي والنيجر،.. وقمع الثورات التي قادها الطوارق في هذين البلدين. وأكد أن نهاية الوجود الفرنسي في المنطقة تظهر أن لكل ظالم نهاية،.. وهو رسالة قوية لكل من يحاول تجاهل مطالب وإرادة الشعوب في التحرر.
وحينما يتعلق الأمر بمطالب الطوارق، يجب أن نأخذ في الاعتبار الاختلافات الجغرافية والثقافية واللغوية بين دول المنطقة. ومن المهم أن نلاحظ أن مطالب الطوارق في مختلف الدول تتعلق بالمساواة وتنمية مناطقهم والتمثيل السياسي والعدالة الاجتماعية ومراعاة خصوصيتهم الثقافية واللغوية.
وفيما يتعلق بمطالب الطوارق في جنوب الجزائر،.. فإنها تزداد يوماً بعد يوم، وذلك نتيجة تعنت النظام الجزائري في التعامل مع هذه المطالب. إذا لم تتحسن العلاقة بين الدولة الجزائرية ومواطنيها من الطوارق بشكل عاجل،.. قد يتجه الأمر في المستقبل إلى اللجوء إلى استخدام العنف والتمرد.
وحذر الخبير الاستراتيجي الطوارق أكلي شكا من الوضع الخطير في الجزائر واحتمالية انفجاره في أي لحظة. وأشار إلى أن النظام الجزائري يسهم في تفاقم هذا الوضع الخطير.
وبحسب شكا، فإن جنوب الجزائر مليء بالثكنات العسكرية والسجون، ونصف الشباب الطوارق يقبعون في السجون دون محاكمات عادلة. ويعتمد النظام الجزائري على منع الطوارق من تولي المناصب والمشاركة في الجيش والحكومة.
أما مناطق الطوارق في الجزائر، فتعيش في فقر وتفتقر للبنية التحتية الأساسية،.. على الرغم من وجود حقول نفطية تعد مصدرًا أساسيًا للاقتصاد الجزائري.
شكا أكد أن مشكلة الطوارق ليست مع مالي، بل مع الجزائر والتدخل الجزائري في شؤونهم. ولذلك، يجب النظر في هذا الوضع الخطير والسعي للتحسينات اللازمة.
أكلي شكا يحمل فرنسا المسؤولية التاريخية عن وضع الطوارق
شكا أشار إلى دور فرنسا في تجزئة أراضي الطوارق وتوفير الحماية لأنظمة الدول المجاورة والمسؤولية عن شتات الطوارق والجرائم التي حدثت في مالي والنيجر وقمع ثوراتهم. ولفت أيضًا إلى تدخل فرنسا في الصراعات في منطقة الساحل الإفريقي وتأثيرها السلبي على مطالب الطوارق.
وأكد شكا أن نهاية الوجود الفرنسي في المنطقة تشكل رسالة قوية لمن يحاول تجاهل مطالب الشعوب في التحرر وتقرير مصيرها. وأشار إلى أن الأحداث في مالي وبوركينافاسو والنيجر تظهر يقظة الشعوب ورغبتها في التغيير.