شهدت إسبانيا ظهر اليوم الاثنين، 28 أبريل، واحدة من أسوأ الأزمات الكهربائية في تاريخها الحديث، بعدما انقطعت الكهرباء بشكل شبه كامل عن مختلف مناطق البلاد، في مشهد وصفته سلطات الطاقة بأنه “استثنائي وغير مسبوق”.
معطيات أولية أكدت أن التيار الكهربائي انقطع عن شبه الجزيرة الإيبيرية بأكملها، بما في ذلك أجزاء من البرتغال وجنوب فرنسا وإمارة أندورا. في المقابل، أفادت شركة “ريد إليكتريكا دي إسبانيا” بأنها شرعت تدريجيا في استعادة الجهد الكهربائي، في خطوة أولى نحو إعادة التيار، وهي عملية قد تستغرق ما بين ست إلى عشر ساعات بحسب ما صرح به إدواردو برييتو، مدير الخدمات التشغيلية بالشركة.
ولم تعرف بعد الأسباب الدقيقة لهذا الانقطاع الضخم، فيما أشار برييتو إلى أن النظام الكهربائي الإسباني يواجه وضعية غير مسبوقة من حيث الحجم والتعقيد. ووصف الأمر خلال ندوة صحفية بأنه “حدث استثنائي بكل المقاييس”، مشددًا على أن كل الموارد البشرية والتقنية قد جندت لاستعادة الوضع الطبيعي.
وقد بدأ الانقطاع حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا، حين توقف النظام الكهربائي بشكل كامل في إسبانيا القارية، بينما بقيت جزر الكناري وجزر البليار خارج دائرة العطل، على الأقل في مراحله الأولى. ولا تزال مناطق واسعة حتى الآن بدون كهرباء، رغم المؤشرات الأولية على بدء استعادة بعض المناطق الشمالية والجنوبية للتيار تدريجيا.
التحقيقات تتجه نحو “الهجوم السيبراني”
من جهة أخرى، دعا رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي بالقصر الحكومي “لا مونكلوا”، لمتابعة تطورات هذه الأزمة غير المسبوقة، وذلك بعد قيامه بزيارة ميدانية لمركز مراقبة الشبكة الكهربائية. وكان سانشيز قد التقى صباحا رئيس قبرص نيكوس كريستودوليدس، قبل أن يتجه مباشرة إلى مقر الشركة المشغلة.
وحضر الزيارة كل من وزيرة التحول البيئي سارة آغيسين، ونائبة رئيس الحكومة المكلفة بالمالية ماريا خيسوس مونتيرو، ووزير النقل أوسكار بوينتي، في إشارة واضحة إلى حجم القلق الذي يثيره هذا الانقطاع داخل الدوائر الحكومية.
وقد أجبرت هذه الأزمة العديد من المرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمطارات، على الاعتماد على المولدات الكهربائية الاحتياطية لضمان استمرارية خدماتها، بينما توقفت حركة القطارات بشكل شبه كامل، مع توقف العربات داخل المحطات وعلى طول السكك الحديدية.
وفي ظل الغموض المحيط بالأسباب، فتح المعهد الوطني للأمن السيبراني (إنسيبي) تحقيقا في فرضية تعرض الشبكة لهجوم إلكتروني واسع، مما قد يشير إلى أبعاد أمنية خطيرة لهذا الانقطاع التاريخي، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية.