تستعد منطقة سيدي عثمان لاحتضان قطب للأوفشورينغ في موقع الحنطات، وهو مشروع ضخم يهدف إلى تقليص الفوارق المجالية وتعزيز فرص التشغيل والاستثمار.
تم الإعلان عن هذا المشروع خلال جلسة عادية للمجلس الجماعي من طرف العمدة نبيلة الرميلي، حيث أكدت أن هذا الورش يأتي في إطار المخطط التنموي للعاصمة الاقتصادية، ويشبه في أهدافه مشاريع بارزة مثل “كازا نيرشور” بعين الشق و”كازابلانكا فاينانس سيتي”، التي شكلت نقط جذب استثماري ومالي هامة.
من جهته، كشف نائب رئيس المجلس الجماعي المكلف بالتعمير، الحسين نصر الله، أن المرحلة الأولى من المشروع ستشمل مساحة 6.5 هكتارات بموقع الحنطات، وهي منطقة تعاني حاليا من تراجع الأنشطة الاقتصادية، ما يجعلها مؤهلة لتصبح منصة استثمارية حديثة قادرة على جذب الشركات الكبرى. ووفقا للمخطط، فإن المشروع سيتوسع لاحقا ليشمل أكثر من 100 هكتار، ما يعزز فرص الاستثمار والتطوير العمراني.
استثمار ضخم وفرص تشغيل واعدة في الأوفشورينغ
تتولى شركة “إيوان”، الفرع التابع لصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، مسؤولية تنفيذ المشروع، حيث حصلت على عقد استغلال للموقع لمدة 12 عاما، على أن يتم الاستحواذ التدريجي على باقي المساحة وفق تقدم مراحل الإنجاز.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن هذا القطب سيخلق ما يقارب 25 ألف فرصة عمل مباشرة، ما سيساهم في استقطاب كفاءات محلية ودعم الإدماج المهني للشباب. كما يرتقب أن يضخ استثمار بقيمة 1.5 مليار درهم في البنية التحتية والمرافق المصاحبة، مما سيعود بفوائد اقتصادية كبيرة، بما في ذلك مداخيل جبائية سنوية للمجلس الجماعي تقدر بحوالي 20 مليون درهم.
لا يقتصر المشروع على البعد الاقتصادي فقط، بل يمتد ليشمل إعادة تأهيل البنية التحتية، حيث سيتم تجديد المجازر القديمة وتحويلها إلى مرافق حديثة، مع إنشاء فضاءات رياضية وترفيهية. كما سيسمح المشروع بإقامة مبانٍ من سبعة طوابق، ما يعزز الكثافة العمرانية ويحقق تنمية متوازنة في منطقة سيدي عثمان، التي تعاني تفاوتا كبيرا مقارنة بأحياء أخرى من الدار البيضاء.
ويأتي هذا المخطط ضمن توجه أوسع لتقليص الفوارق بين أحياء العاصمة الاقتصادية، حيث ينتظر أن يشكل هذا القطب نموذجا ناجحا للتنمية الحضرية المستدامة، من خلال توفير بيئة استثمارية حديثة تواكب التحولات الاقتصادية والرقمية.