الأكثر مشاهدة

المغرب يضيف 60 دقيقة بعد رمضان.. وأصوات تنادي بإنهاء عبث التوقيت

تتهيأ الحكومة المغربية لإعادة عقارب الساعة إلى نظام التوقيت الصيفي، وذلك بإضافة ستين دقيقة إلى التوقيت الرسمي للمملكة، مباشرة بعد انقضاء شهر رمضان. وحسب بلاغ رسمي، فإن هذا التعديل سيدخل حيز التنفيذ عند الساعة الثانية صباحا من يوم الأحد 6 أبريل المقبل، تماشيا مع مقتضيات المرسوم رقم 2.18.855 الصادر في أكتوبر 2018، والذي يقر باعتماد نظام التوقيت الصيفي طوال السنة مع استثناء مؤقت خلال الشهر الفضيل.

وكان المغرب قد عاد إلى توقيت غرينيتش فجر الأحد 23 فبراير الماضي، احتفاء بقدوم رمضان، في تقليد دأبت عليه السلطات منذ سنوات، بدعوى تيسير أوقات الصيام والتخفيف من وطأة الصوم على المواطنين. لكن عودة التوقيت الصيفي في أقل من شهرين تثير في كل مرة جدلا متجددا، لا يخلو من الغضب والاستياء.

في الشق المقابل، يزداد صوت المواطنين ارتفاعا للمطالبة بإلغاء هذا “العبث الزمني”، على حد تعبير بعضهم، والإبقاء على توقيت غرينيتش طيلة العام، خصوصا أن تغيير الساعة كل عام لا يربك فقط البرمجة اليومية بل يمتد تأثيره ليطال الساعة البيولوجية، وينعكس سلبا على المزاج العام، ونسب التركيز، وحتى جودة النوم.

- Ad -

“الساعة ما كتزيدنا غير التوتر”.. مواطنون غاضبون

في تصريحات متفرقة لجريدة “آنفا نيوز”، عبر عدد من المواطنين عن تذمرهم من استمرار هذا الإجراء، معتبرين أن تغيير التوقيت في كل رمضان يتسبب في اضطراب كبير للساعة البيولوجية ويؤثر سلبا على المزاج العام. تقول فاطمة، وهي موظفة في قطاع التعليم: “مع كل تغيير في الساعة نحس بحالة من الإرهاق والارتباك، خاصة في الأسبوع الأول بعد رمضان، وكأننا نعيد تأقلمنا من جديد مع العالم.”

من جانبه، يرى جمال، موظف في القطاع الخاص، أن “لعب الساعة” لا يراعي الجانب الإنساني،.. مشيرا إلى أن “الحكومات المتعاقبة تتحدث عن التوقيت الصيفي وكأنه مسألة تقنية محضة،.. لكنها في الواقع تؤثر في جودة الحياة اليومية للمغاربة.”

علميا، تشير دراسات طبية إلى أن تغير التوقيت يؤثر بشكل مباشر على إفرازات الجسم من هرمون الميلاتونين،.. المسؤول عن تنظيم النوم. كما يرتبط ذلك بزيادة نسب التوتر، وتراجع التركيز خلال الأيام الأولى من التغيير.

ورغم أن الحكومة تبرر هذا النظام بمزايا اقتصادية تتعلق بتقليص استهلاك الطاقة ورفع الإنتاجية،.. إلا أن المواطنين يطالبون بإعادة النظر فيه من زاوية إنسانية وصحية،.. وعدم ربط الساعة بمناسبات موسمية تخل بالتوازن النفسي للفرد،.. خصوصا خلال شهر رمضان الذي يفترض أن يكون شهر راحة روحية وليس اضطرابا في التوقيت.

وفي ظل تزايد الأصوات الرافضة، يبقى السؤال معلقا،.. هل تنصت الحكومة يوما لما تقوله ساعة المغاربة البيولوجية بدل عقارب الساعة الإدارية؟.

مقالات ذات صلة