لم تكن بداية هذا الصباح عادية بمدينة سطات. مشهد مأساوي خطف أنظار كل من مر أمام مستشفى الحسن الثاني، بعدما عثر على رضيع حديث الولادة مرميا بجانب أحد الأكشاك القريبة من باب المستشفى، في واقعة وصفت بالصادمة والمثيرة للغضب الشعبي.
الرضيع، وهو ذكر، كان ملفوفا في قطعة قماش بسيطة، في مكان مكشوف لا يبعد سوى أمتار عن المؤسسة الصحية، الأمر الذي يرجح أنه جرى التخلي عنه عن عمد. وبحسب ما علمته “آنفا نيوز” من مصادر مطلعة، فإن الطفل نقل على الفور إلى قسم الأطفال حديثي الولادة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بينما باشرت المصالح الأمنية تحقيقاتها من أجل تحديد هوية المتورط أو المتورطين في هذه الجريمة الإنسانية.
المثير في الواقعة أن المكان الذي ترك فيه الرضيع قد يكون مراقبا بالكاميرات، وهو ما قد يسهل مهمة المحققين في تعقب الفاعلين، خاصة وأن توقيت الفعل الإجرامي كان في ساعة مبكرة من النهار، ما يزيد من فرص التوصل إلى معطيات حاسمة.
الواقعة تعيد إلى الواجهة سؤالا ثقيلا حول تفشي ظاهرة التخلي عن الأطفال حديثي الولادة، وهي ظاهرة باتت تنتشر بشكل مقلق في عدد من المدن المغربية، مخلفة وراءها صدمة اجتماعية وأخلاقية، ومؤشرة على خلل عميق في منظومة التربية والدعم الاجتماعي، وفي تعامل الدولة مع ظواهر الحمل خارج إطار الزواج.