أثارت خطوة عرض دار “حفون1” بمدينة بنسليمان للبيع في المزاد العلني موجة من ردود الفعل المتباينة، خصوصا في أوساط المتابعين للشأن الثقافي والتاريخي المحلي، بالنظر إلى القيمة الرمزية التي تمثلها هذه البناية المصنفة ضمن الذاكرة الحية للمقاومة الوطنية.
الإعلان الرسمي جاء عن طريق رئيس مصلحة كتابة الضبط بالمحكمة الابتدائية ببنسليمان، الذي أوضح في وثيقة رسمية أن الأمر يتعلق بـعقار مشيد على بقعة أرضية تبلغ مساحتها آرا واحدا و57 سنتيارا، تتكون من طابق أرضي به أربعة محلات تجارية، وطابق علوي يحتوي على شقتين، إضافة إلى سطح يضم غرفة وحماماً، في حين أن باقي المساحة تظل غير مبنية.
وقد حدد الثمن الافتتاحي للبيع العلني في مبلغ 840 ألف درهم، ما يعادل حوالي 84 مليون سنتيم،.. وهو ما اعتبره البعض مبلغا هزيلا بالنظر إلى القيمة التاريخية والموقع الاستراتيجي للبناية.
الجدل لا يقتصر فقط على المسائل القانونية أو العقارية، بل يمتد إلى البعد الرمزي،.. إذ تعتبر “دار حفون” موقعا تاريخيا احتضن لقاءات سرية لعدد من الشخصيات الوطنية،.. وكان بمثابة مقر غير معلن للمقاومين إبان فترات حاسمة من تاريخ المغرب.
ورغم أن الوثائق القضائية لا تشير إلى الخلفيات التي أدت إلى عرض الدار للبيع،.. إلا أن السياق العام يطرح تساؤلات حول حماية الذاكرة الجماعية من التفويت التجاري،.. في غياب مساطر واضحة لحماية المعالم التي تتجاوز قيمتها السوقية لتلامس رمزية وطنية أعمق.