شهد دوار الحلايس بجماعة سيدي الحطاب، إقليم قلعة السراغنة، مساء الأحد، مأساة إنسانية جديدة بعدما فارق طفل صغير الحياة إثر تعرضه للسعة عقرب سامة داخل بيت أسرته. الحادث أعاد إلى الواجهة سؤالا مؤلما يتكرر كل صيف في عدد من المناطق القروية بالمغرب: أين هو المصل المضاد للسعات العقارب؟
الطفل، الذي لم تحدد بعد سنه بدقة، كان داخل منزله حين تسللت عقرب قاتلة ولسعته، ليسقط بعدها في نوبة من الألم والصراخ. وبحسب روايات من عين المكان، لم تمض سوى دقائق قليلة حتى بدأ السم ينتشر في جسده الصغير، ليدخل في غيبوبة تامة، استدعت نقله على وجه السرعة إلى أحد المراكز الصحية القريبة.
ورغم محاولات إسعافه، إلا أن غياب المصل المضاد وافتقار المرفق الصحي للوسائل الضرورية حالا دون إنقاذه، ليفارق الحياة وسط حالة من الصدمة والرعب التي خيمت على أسرته وسكان الدوار بأكمله.
وفاة الطفل لم تكن مفاجئة بالنسبة لبعض السكان،.. بل هي امتداد لسلسلة من الحوادث المماثلة التي تشهدها المنطقة كل سنة،.. بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار العقارب في المنازل والحقول، خاصة في ظل ضعف حملات المكافحة وغياب المعدات الطبية في المراكز القروية.
وقد عبر عدد من المواطنين عن غضبهم من استمرار هذا النزيف الإنساني في مناطق تعاني أصلا من الهشاشة الصحية،.. محملين السلطات الصحية مسؤولية التقصير في تزويد المراكز الطبية بالأمصال الضرورية. كما طالبوا بتعزيز وحدات الإسعاف وتجهيز المراكز القروية بما يمكنها من التدخل السريع في مثل هذه الحالات.