على مدى أربعة أيام وبمشاركة قرابة أربعة آلاف مشارك، احتضن مؤتمر حزب الخضر في مدينة كارلسروه الألمانية مناقشات متنوعة ، تركزت على القضايا الساخنة وسط تأثير الأحداث العالمية، حيث غمرت الحرب في أوكرانيا والأوضاع في الشرق الأوسط، وأزمة الطاقة، ومعدلات التضخم النقاشات بحماس. وكان ملف الهجرة هو الأكثر إثارة للجدل.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة اتحاد شباب الخضر في ألمانيا على وجود تأييد واسع داخل صفوف الحزب للانتقادات الموجهة نحو سياسة اللجوء التي يتبعها قادة الحزب كجزء من الحكومة. وأشارت كاتارينا شتولا،.. التي تشارك في رئاسة اتحاد شباب الخضر،.. إلى أن المؤتمر أرسل إشارة قوية بأن الحزب غير راض عن سياسة اللجوء التي تنتهجها الحكومة التي يشارك الحزب في تشكيلها، وأوضحت: “نحن نرى ضرورة وضع حد للحلول الزائفة وتبني سياسة تحمي حقوق اللاجئين”. وعبرت عن إحباط شباب الخضر بسبب عدم اتباع معظم مندوبي المؤتمر لنهجهم.
حزب الخضر الألماني حول سياسة اللجوء
يشار إلى أن اتحاد شباب حزب الخضر قد قدم طلبا يهدف إلى منع وزراء وقادة حزب الخضر في الحكومة والولايات من دعم “تشديد الإجراءات على قانون اللجوء”.تمت الموافقة على هذه الإجراءات بأغلبية في مؤتمر الحزب،.. وذلك في وقت متأخر من مساء يوم أمس السبت بعد جدل مستفيض. وعلقت شتولا على ذلك قائلة: “نحن مسرورون لأن انتقاداتنا وجهة لسياسة اللجوء تلقت تأييدا من قادة الحزب،.. وعلى الرغم من ذلك، ندرك أنه لا يمكننا الاعتماد على ذلك بمفرده”. وأشارت إلى أن مهمة شباب الخضر في الوقت الحالي هي تحفيز المشاعر الاجتماعية حيال هذا الموضوع. وأضافت: “سنقوم خلال الأسابيع القادمة بتنظيم مسيرات في الشوارع بالتعاون مع حلفائنا، حيث سنعارض بقوة التوجه نحو اليمين، وسندعو إلى التضامن مع اللاجئين بصوت عال”.
أثناء اليوم الثالث من مؤتمر حزبها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك،.. إلى التحضير لحلا توافقيا فيما يتعلق بإصلاح سياسة اللجوء الأوروبية المقررة. صرحت بيربوك يوم السبت الماضي بأن “بدون نظام،.. لن تكون هناك إنسانية”، مشيرة إلى دور حزب الخضر في تحمل المسؤولية داخل الحكومة والمشاركة في المفاوضات للوصول إلى اتفاق محتمل في سياسة اللجوء. وأضافت أنها مقتنعة “بأننا لا يجوز لنا أن نتنصل من هذه المسؤولية”.
كما يشار إلى أن بيربوك كانت قد تعرضت لانتقادات حادة داخل حزبها في الصيف الماضي بسبب موافقتها على خطط إصلاح سياسة اللجوء الأوروبية، التي تشمل عدة إجراءات صارمة لتقليل تدفق الأشخاص غير المرغوب فيهم إلى أوروبا. ومن المقرر تشديد المعاملة بشكل كبير للأشخاص القادمين من الدول المصنفة كدول آمنة.
من ناحية أخرى، تم ترشيح تيري راينتكه،.. الرئيسة الحالية لمجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي، للمشاركة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة. وقد حصلت راينتكه، التي تبلغ من العمر 36 عاما،.. على دعم واسع حيث فازت بنسبة 95.2٪ في الانتخابات الداخلية لحزب الخضر.