افتتحت محكمة الجنايات بمدينة “غار” الفرنسية صباح الاثنين 30 يونيو جلسات محاكمة رجل مغربي يبلغ من العمر 41 سنة، متهم بارتكاب ج..ريمة مزدوجة هزت الرأي العام الفرنسي سنة 2023، حين أقدم على ق..تل زوجته وشقيقتها بطريقة وصفت بالب..شعة، وسط ظروف أسرية متوترة بسبب الانفصال.
المتهم، ويدعى محمد أ.، كان قد انتقل إلى فرنسا سنة 2017، ويخضع منذ سنوات لمذكرة ترحيل من التراب الفرنسي. وهو يعمل في مجال البناء، ومتزوج من الشابة المغربية حليمة ز. منذ ديسمبر 2020، وله منها طفلة تبلغ عشرة أشهر فقط وقت ارتكاب الجريمة.
حسب ما أوردته النيابة، فإن العلاقة بين الزوجين دخلت نفقا مسدودا خلال ربيع العام الماضي، مما دفع الزوجة إلى مغادرة بيت الزوجية بمدينة كافايون، والاستقرار مؤقتا بمنزل شقيقتها فاطمة، البالغة من العمر 39 سنة، في منطقة “لي سال دو غاردون” قرب مدينة أليس.
ط..ع..ن شقيقة زوجته 14 مرة ثم ذ..ب..ح زوجته
في يوم 5 ماي 2023، قرر محمد زيارة المنزل حيث تقيم زوجته، مدعيا أنه لا يزال يتكفل بأداء إيجاره. فور وصوله، نشب شجار حاد بينه وبين شقيقة زوجته، انتهى بتوجيه 14 ط..ع..نة إليها، واحدة منها كانت قات..لة بعد أن استقرت مباشرة في القلب، حسب ما أكدته تقارير الطب الشرعي.
بعد ق..تل الشقيقة، توجه المتهم نحو زوجته ووجه لها ثلاث ط..عنات، إحداها وصفت بط..عنة “ذ..ب..ح”، ما تسبب في وفاتها على الفور.
“لم أقصد قتل زوجتي”.. لكن الأدلة تعاكسه
في جلسة المحاكمة، صرح محمد أمام القاضي بأنه لم يكن ينوي ق..ت..ل زوجته، واعتبر أن ما حدث كان “حادثا”، بينما أقر صراحة بنيته ق..ت..ل شقيقتها. لكن الخبراء النفسيين أفادوا أن المتهم أظهر “غيابا تاما لأي شعور بالندم”، واعتاد تحميل المسؤولية للآخرين، خصوصا لعائلة زوجته، متهما شقيقتها بدفعها نحو استهلاك الكحول والمخدرات.
وقال أحد الأطباء النفسانيين في شهادته إن المتهم “عاجز عن تقبل فكرة فقدان زوجته، أو هيبته كرجل وكزوج”، وهو ما جعله يرد على الوضع باللجوء إلى العنف المفرط، في لحظة بدت وكأنها فقدان كامل للسيطرة.
شهادات الشهود كشفت أن المتهم أجبر إحدى العاملات في التجميل، والتي كانت حاضرة وقت وقوع الجريمة، على مرافقته بعد تنفيذ الق..ت..ل، واعترف أمامها بما اقترفه تحت تأثير الغضب.
ومن المنتظر أن تتواصل المحاكمة إلى غاية الأربعاء، حيث سيدلي المتهم بأقواله النهائية، قبل أن يقدم الادعاء مرافعته وتعرض هيئة الدفاع دفوعاتها. وفي حال إدانته، فإن محمد يواجه حكما بالسجن المؤبد، دون إمكانية الحصول على إطلاق سراح مشروط في المستقبل القريب.