ابتداء من الأول من يونيو 2024، أصبحت منتجات القنب متاحة في الصيدليات المغربية بدون وصفة طبية. ورغم الحماسة التي أبدتها بعض الأوساط الطبية والترويج الواسع لهذه المنتجات كمكملات غذائية ومستحضرات تجميلية مهدئة وبديلة للمواد الكيميائية، إلا أن هناك تساؤلات وشكوك كبيرة بين المستهلكين حول فعالية هذه المنتجات والمخاطر المحتملة المرتبطة بها.
يتكون القنب من مادتين رئيسيتين هما رباعي هيدروكانابينول (THC) وكنابيديول (CBD). في حين يعتبر THC مادة مهلوسة ومسببة للإدمان، فإن CBD لا تحتوي على خصائص مهلوسة أو إدمانية، وتعتبر آمنة وغير سامة. وتركز الأبحاث العلمية بشكل خاص على CBD نظرا لفوائدها الصحية المفترضة.
وفقا للبروفيسور جعفر هيكل، الذي تحدث في ورشة عمل نظمتها الجامعة المغربية للصناعة الصيدلانية والابتكار، تم إجراء أكثر من 1000 تجربة علمية عشوائية مزدوجة التعمية على آثار القنب. وتشير النتائج إلى أن CBD قد تكون مفيدة في علاج حالات مثل الصرع، والألم المزمن، والاضطرابات العصبية، وحتى الأمراض الالتهابية.
منتجات القنب والتساؤلات المحيطة بها
فيما يخص المنتجات المتاحة في الصيدليات، أشار طام الوزاني، أستاذ الأمراض الجلدية، إلى أن جميعها تحتوي على أقل من 0.3% من THC، وهو الحد القانوني الذي يضمن عدم وجود تأثيرات سلبية مسكرة. وأكد الوزاني أن CBD يمكن أن يساعد في التوازن الجسدي والنفسي، حيث توجد مستقبلات CBD في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ والجلد والجهاز المناعي.
تشمل فوائد CBD التي تم إثباتها علميا خصائص مضادة للحكة، ومضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة،.. والتي تسهم في مكافحة الشيخوخة وتحسين حالة الجلد. كما يعمل CBD على تنظيم إفراز الزهم ويخفف من حب الشباب، وله تأثيرات إيجابية في علاج الأمراض الجلدية مثل الأكزيما والصدفية والحكة.
علاوة على ذلك، يمكن استخراج زيت القنب من بذور القنب واستخدامه في صناعة مستحضرات التجميل. يتميز زيت القنب بخصائص مرطبة ومضادة للتجاعيد ومضادة للالتهابات،.. ويشار إليه في علاج حب الشباب والوردية والتجاعيد وعلامات التمدد.
أثبتت الأبحاث العلمية فعالية CBD في تخفيف أعراض الفصام والصرع،.. حيث تظهر الدراسات قدرة CBD على تحسين أعراض الفصام وتقليل نوبات الصرع بشكل ملحوظ. كما تمت الإشارة إلى فوائد CBD في علاج اضطرابات الدماغ المرتبطة بالصرع وتقليل تكرار النوبات.
تأثيرات على الأمراض المزمنة
تؤكد الدراسات على فعالية CBD في الوقاية من مضاعفات مرض السكري وعلاجها،.. من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي وتنظيم مستويات الجلوكوز. وفيما يتعلق بالألم المزمن، أثبتت الأبحاث أن CBD يمكن أن يخفف من التهاب المفاصل والتصلب المتعدد، مما يساعد على تحسين نوعية الحياة.
تشير الدراسات العلمية إلى أن CBD قد تمتلك خصائص مضادة للسرطان،.. من خلال تنظيم المسارات الخلوية وتحفيز موت الخلايا السرطانية. ومع ذلك، يبقى البحث مستمرا لتحديد مدى فعالية CBD في علاج السرطان وتحسين حالة المرضى.
في ضوء الأدلة العلمية المتاحة، يبدو أن منتجات القنب، ولا سيما تلك المعتمدة على CBD،.. تحمل وعودا كبيرة في مجالات الصحة والجمال. ومع ذلك، فإن التساؤلات حول الأمان والفعالية المستدامة لهذه المنتجات تستدعي المزيد من الأبحاث والمراقبة لضمان تحقيق فوائدها المحتملة بشكل آمن ومسؤول.